استدعى والي ولاية العاصمة، محمد الكبير عدو، أمس، مجلس أمن الولاية، لاجتماع مرتبط بالمسيرة التي تدعو لها فعاليات حقوقية، ونقابية وسياسية في العاصمة في ال12 من الشهر الجاري، كما استدعى الوالي رؤساء المجالس البلدية لكل من الحراش، سيدي امحمد وباب الوادي ''لتحسيس الشباب بعدم المشاركة في المسيرة''. علمت ''الخبر'' من مصادر مطلعة استدعاء والي العاصمة محمد الكبير عدو، لمجلس الأمن الولائي، الذي خصّص جدول أعماله للتنسيق المفترض بخصوص الدعوة المطروحة لمسيرة في العاصمة بعد أيام. وترفض ولاية الجزائر الترخيص بمسيرات في العاصمة، لذلك يفترض بمجلس أمن الولاية التنسيق في كيفية منع محاولة التجمع أو التجمهر أو السير في شوارع الولاية يوم السبت 12 فيفري. ويحتمل اجتماع والي العاصمة بعناصر مجلس الأمن، اتخاذ ترتيبات خاصة إزاء المسيرة، تبدأ بإشعار رفض المسيرة في حال تلقي الولاية والداخلية لطلب ترخيص بها (وزير الداخلية أعلن عدم تلقي مصالحه لأي طلب إلى غاية الثلاثاء). وواضح أن ولاية الجزائر ستتعامل مع المسيرة وفق نفس الأسلوب الذي تعاطت به مع المسيرة التي دعا لها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، في ال22 من جانفي الفارط، من خلال نشر قرابة 20 ألف عنصر أمن عبر أهم شوارع وساحات العاصمة، وترتيبات خاصة في المحاور المؤدية لوسط المدينة انطلاقا من الولايات المجاورة. وشدد الاجتماع على نقطة عدم التعرض لمتظاهرين مفترضين ب''عنف''، وهي تعليمات مكررة كانت وردت لعناصر الشرطة منذ الاحتجاجات العنيفة التي شملت 18 ولاية بداية جانفي الفارط. وتخشى مصالح الأمن تعرض متظاهرين لإصابات بليغة أو وفيات قد تزيد من درجة الاحتقان في الشارع. وعلم من المصادر نفسها، حضور رؤساء ثلاثة مجالس بلدية لاجتماع الوالي، هم رئيس المجلس البلدي للحراش، وباب الوادي، وسيدي امحمد، على اعتبار أنها البلديات الأكثر كثافة سكانية، والتي تفترض السلطات أن يشارك شبابها لأسباب لا تتصل بالضرورة بمطالب الداعين للمسيرة، لكن لمطالب تخص التشغيل أو التهميش أو السكن. ودعا الوالي رؤساء المجالس الثلاثة ومنتخبيها إلى ''تحسيس الشباب بعدم الخروج في المسيرة''. وبدورها، أحيت قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين ما أطلقت عليه ''لجان اليقظة''، بدعوة أمناء الفيدراليات الوطنية لتفعيل دورها في سياق مساعي تدعو لعدم التعاطي مع مسيرة ال12 من الشهر الجاري. وتسعى المركزية النقابية، ضمن محاولات لتوزيع الأدوار بين أحزاب التحالف، المنتخبين واتحاد العمال، إلى تبليغ أمناء الفيدرالية بضرورة تحسيس العمال ب''المكاسب'' وعدم الانخراط في أي ''تحرك ميداني'' في إشارة إلى المسيرة.