ورقة الجزائر تناقش مشاكل الشباب وتقرير المصير والهجرة لم يخل اليوم الأول من أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي من الشعارات المناهضة للنظام العالمي الجديد الجاري تشكيله من طرف القوى العظمى. فبين داع إلى دعم التنمية في دول الجنوب، وبين داع إلى تحرير الشعوب من الاستعمار، وتفعيل دور مكونات المجتمع المدني في عملية اتخاذ القرار، ضاع صوت الأغلبية الساحقة من سكان الجزء الجنوبي للكرة الأرضية. تشارك الجزائر في الطبعة ال11 لهذا المنتدى بوفد يرأسه رئيس المجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي محمد الصغير بابس، وبعضوية جمعيات المجتمع المدني ممثلة لضحايا الإرهاب والمرأة وجامعيين، من أجل تقديم ورقة تضم عدة مواضيع تمحورت بشكل أساسي حول مشكلات الشباب الجزائري وتجربة مكافحة الإرهاب ومساندة قضايا التحرر وتقرير مصير الشعوب المستعمرة في أفريقيا، وكذا وضعية المرأة بالإضافة إلى واقع التعليم والبيئة والمعاناة في تطويق الهجرة السرية التي تحولت إلى هاجس لا يمكن السكوت عنه ولا تطويقه بقوانين خالية من العلاج الاجتماعي. وما ميز المسيرة التي بلغت مسافتها أربعة كيلومترات، شعار يدعو دول المغرب العربي إلى الوحدة ومساندة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتحرير فلسطين، وهو ما أشعل فتيل اشتباك بالأيدي بين نشطاء مغاربة ونظرائهم من الصحراء الغربية الذين شكل حضورهم تحديا كبيرا بسبب إصرارهم على المشاركة في كل الورشات التي سيطر عليها الوفد المغربي. ويسود سؤال يخيم على أشغال الورشات كافة المداخلات ونقاشات المشاركين. هل حانت ساعة البدائل في المنطقة العربية عموما والمغاربية خصوصا؟ وإن تنوعت اللغات التي يتحدث بها المشاركون، إلا أنها تؤكد على ''ضرورة إسراع حكومات الدول الأفريقية والمغاربية إلى انتهاج التغيير الهادئ تفاديا لإملاءات خارجية تكرس استعمارا بصورة جديدة''. لوبي مغربي يتحكم في المنتدى ما لفت الانتباه، اهتمام منظمي المنتدى بموجة التغيير التي تجتاح المغرب العربي، إذ جاء في افتتاحية نشرة المنتدى ''شعلة أفريقيا''.. ''...نتوقع دروسا أخرى مثل درس ثورة الياسمين في تونس، في كافة أنحاء المغرب العربي، لما حملته من أمل ومن تجديد لأجل وحدة المنطقة المهددة منذ بداية الأزمة العالمية، بتمرد أكثر أو أقل قمعا''. وتابعت النشرة ''من نواكشوط إلى سيدي بوزيد، مرورا بأكديم إزيك، سيدي إفني، تنغير، الجزائر، تيزي وزو، قفصة، والشعوب المغاربية تتظاهر من أجل الوظائف، من أجل العدالة الاجتماعية وضد الرشوة وضد إهدار المال العام، ومن أجل الولوج إلى الصحة والتعليم، من أجل الحرية والديمقراطية''. وبحدة أكثر، صرح الأمين العام للوفد المغربي المشارك تحت مظلة ''منتدى بدائل المغرب''، كمال لحبيب، بأنه يتوجب على ''التونسيين استخلاص الدروس من تجربة الانتقال إلى الديمقراطية في المغرب، ومن فشل تجربة المصالحة في الجزائر، ومن دور المؤسسة العسكرية في موريتانيا، مما قد يسمح بتشكيل فضاء مغاربي آخر''.