وقع الوزير الأول، أحمد أويحيى، على مرسوم يقضي بتسوية وضعية الجنود المعطوبين وضحايا حوادث العمل الذين أصيبوا خلال فترة خدمتهم في الجيش، في سياق إجراءات التهدئة الاجتماعية التي تنتهجها الحكومة في الفترة الأخيرة. أكد المتحدث باسم الجنود المعطوبين وضحايا حوادث العمل نبيل بخوش، ل''الخبر''، أن السلطات استجابت، قبل أيام، إلى مطالبهم المتعلقة بالحق في الاستفادة من معاش التقاعد العسكري وإعادة الاعتبار للجرحى وشهداء الواجب الوطني والاستفادة من منحة الجريح، والتعويض منذ تاريخ الشطب من صفوف الجيش. وأكد المتحدث أن اللجنة المكلفة بمتابعة مطالبهم على مستوى وزارة الدفاع سلمتهم نص قرار وقعه الوزير الأول، يتضمن الاعتراف بمطالب العسكريين المعطوبين ضحايا حوادث العمل، كما يتضمن مقررا بتكليف المصالح الاجتماعية لوزارة الدفاع الوطني وصندوق المعاشات العسكري بتنفيذ هذا القرار. وأكد بخوش نبيل أن المصالح الاجتماعية وصندوق المعاشات العسكري، أكدا تلقيهم هذا القرار، وشرعا في تسوية وضعية العسكريين المعنيين به، عبر مراسلة كافة المصالح الاجتماعية للجيش على مستوى الولايات والنواحي العسكرية. وأوضح المتحدث باسم الجنود المعطوبين وضحايا حوادث العمل، أن السلطات بقرارها الاستجابة لمطالبهم، ''استبقت حركة احتجاجية وإضرابا عن الطعام'' كان مقررا أن يقوم به العسكريون يوم الثلاثاء الماضي، وبعد سلسلة من الاعتصامات التي قاموا بها أمام مقر وزارة الدفاع وأمام مقر مجلس الأمة. وثمّن المصدر نفسه قرار السلطات الذي قال إنه يأتي في سياق إعادة الاعتبار للعسكريين الذين أصيبوا بالعطب وإعاقات دائمة أثناء أدائهم واجب الخدمة الوطنية والمشاركة وتعرضوا إلى حوادث العمل وحوادث متفرقة في عمليات مكافحة الإرهاب، أدت إلى بتر أرجلهم أو أيديهم، مازالوا يتقاضون منحة مهينة تقدر قيمتها ب2850 دينار لا تكفي لحاجيات أكثر من بضعة أيام، رغم الجهود الكبيرة في الدفاع عن الجمهورية خلال العشرية السوداء. وبهذا القرار تصبح هذه الفئة رابعة فئة من العسكريين يتم الاستجابة لمطالبها من قبل السلطات بعد جنود الاحتياط والعسكريين ضحايا الإرهاب والمفصولين من الجيش بقرارات إدارية، في سياق محاولة الحكومة نزع فتيل أي احتجاجات ذات طابع اجتماعي ومحاولة لتهدئة الجبهة الاجتماعية. من جانبهم أعلن الجنود المصابون بالأمراض المزمنة المفصولون من الجيش (أصحاب الملف الأزرق)، تنظيم اعتصام مفتوح يوم 27 فيفري الجاري أمام مقر رئاسة الجمهورية والدخول في إضراب عن الطعام، بعد اعتصام نظموه يوم الثلاثاء الماضي شارك فيه 600 عسكري سابق، من الذين أصيبوا بأمراض مزمنة كالعجز الكلوي والسكر والسرطان والعجز المرضي خلال فترة خدمتهم في الجيش. وقال بيان وقعه المتحدث باسم هذه الفئة راوشدية فاتح، تلقت ''الخبر'' نسخة منه، أن ''لجنة من وزارة الدفاع استقبلت وفدا منا وأعدنا طرح لائحة مطالبنا المتعلقة بمنحنا حق الاستفادة من منحة التقاعد ومنحة العجز والتعويض المادي بأثر رجعي، منذ يوم الشطب من صفوف الجيش إلى تاريخ التسوية، وكذا إقرار تسهيلات للعلاج''.