وصل وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، إلى تونس، مساء أمس، في زيارة لم تكن مقرّرة بعد الأزمة الدبلوماسية بسبب المهاجرين السريين. في وقت عبرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن تأييدها للحكومة الانتقالية بعد محادثات أجرتها في تونس أمس. وتأتي هذه الزيارة في ظل نزاع دبلوماسي بين تونس وإيطاليا حول وضعية آلاف المهاجرين التونسيين الذين عبروا البحر إلى الأراضي الإيطالية. وفي هذا السياق اتهمت تونس إيطاليا بانتهاك سيادتها بعد أن اقترح وزير إيطالي إرسال شرطة إلى تونس للقضاء على موجة مهاجرين غير شرعيين يحاولون الوصول إلى إيطاليا. وبخصوص الأزمة التونسية الإيطالية، عبر أكثر من 4000 مهاجر البحر المتوسط من تونس إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الصغيرة الأسبوع الماضي، مؤكدين على عدم استقرار الأوضاع في تونس منذ أن أطاحت احتجاجات بالرئيس هناك قبل شهر. من جهتها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون يوم أمس أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى اختتام المفاوضات بشأن اتفاق تجاري جديد مع تونس قبل انتخابات رئاسية من المرجح أن تجرى بحلول نهاية جوان وجويلية القادمين. ولدى سؤالها عما يسمى محادثات الحالة المتقدمة أثناء زيارة إلى تونس، ردت اشتون قائلة ''لدينا فعلا النية للبدء فورا كي يمكن أن نصل إلى الهدف مع الحكومة الانتقالية. من جهته، قرّر مجلس جامعة الدول العربية أمس، دعم مصر وتونس ماليا من خلال تقديم ودائع في بنكي البلدين المركزيين، وذلك لمساعدتهما على مواجهة تداعيات الأحداث الأخيرة في البلدين. وأوضح مجلس الجامعة في بيان له في ختام اجتماع غير عادي على مستوى المندوبين الدائمين عقده في مقر الجامعة بالقاهرة أن ذلك الدعم يأتي تقديرا ودعما من الدول العربية لمصر وتونس من أجل عبور تلك التداعيات. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي، في مؤتمر صحافي، إن التطورات في المنطقة العربية فرضت نفسها على اجتماع اليوم في ضوء ما حدث في مصر وتونس. ولذلك تم الاتفاق على عقد جلسة أخرى للمندوبين لمناقشة عملية السلام والتطورات في فلسطين والسودان والصومال وغيرها. وعلى صعيد ذي صلة، أطلقت وزارة التجارة والسياحة التونسية أمس، حملة كبرى على الأنترنت تحت عنوان ''أحب تونس'' بهدف دعم السياحة والترويج لتونس كمقصد سياحي. وأشارت الوزارة إلى أن هذه الحملة التي تأتي بعد شهر من الثورة الشعبية في تونس تعد فرصة مميزة لأصدقاء تونس والتونسيين المقيمين بالخارج لإبراز تعاطفهم وتضامنهم مع الشعب التونسي. ومن المقرر أن تترافق الحملة مع تنظيم جولات كبرى في مختلف أرجاء تونس لتمكين السياح من التعرف عن كثب إلى الواقع الجديد في البلاد ودفع عمليات البيع لفائدة الوجهة التونسية، كما ستجري استضافة العديد من قادة الرأي والشخصيات الممثلة لأوساط الأعمال والثقافة والسينما في تونس.