أكد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمس دعم بلاده لحكومتي الجزائروتونس إزاء أحداث الشغب والمظاهرات المثيرة للقلق، منوها إلى دور الحكومتين الهام في التصدي للإرهاب في المتوسط. وقال فراتيني في تصريح حول الأحداث التي شهدتها الجزائر في الأيام الأخيرة ''إنها أحداث تثير قلقي البالغ''، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه ثمن قرار حكومتي البلدين تخفيض الأسعار بشكل سريع. واعتبر أن الأزمة الجارية في كل من تونسوالجزائر ''نتاج المضاربات العالمية على أسعار المنتجات الغذائية'' والتي قال إن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني نبه إليها تكرارا في المحافل الدولية. وأوضح مسؤول الدبلوماسية الايطالية إن ''الحكومتين الجزائريةوالتونسية هما حكومتان تشكلان حضورا هاما في حوض المتوسط وقبل كل شيء في مكافحة الإرهاب''. وفيما لفت إلى أن حكومته تدين العنف أينما وقع ''إلا أنها تدعم حكومات تحلت بالشجاعة ودفعت بدماء مواطنيها ثمن هجمات الإرهاب''، مؤكدا أن إيطاليا لن تنسى ذلك قط. وفي نهاية السنة الجارية قالت وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية في مذكرة نشرت على موقعها الالكتروني إن إيطاليا تعتبر الجزائر كشريك ''يكتسي أهمية إستراتيجية''، مؤكدة أن البلدين يسعيان إلى ''أهداف مشتركة'' لإنشاء فضاء مؤمن ومزدهر في حوض المتوسط. وذكرت الوزارة بأن ''ايطاليا كانت دائما تؤيد الجزائر حتى خلال السنوات الحالكة للإرهاب''. وأشارت في هذا الإطار إلى تعدد اللقاءات والزيارات المتبادلة بين البلدين سيما منذ توقيع معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار بين الجزائر وروما في .2003 وقد كرست هذه المعاهدة مبدأ ''التشاور المنتظم'' بين الجزائر وإيطاليا على أعلى المستويات السياسية والمؤسساتية. وأوضح المصدر نفسه أن ''الجزائر تعد شريكا وثيقا في تحقيق أهداف مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في المنطقة المتوسطية وبالساحل''، مضيفا أن ''جزءا كبيرا من هذه الثقة قد ثبت في إطار الحوار المتوسطي والحوار 5+.''5 وبخصوص العلاقات الاقتصادية أكدت الوزارة أن ايطاليا''أحد أهم شركاء الجزائر في المجال التجاري'' وتعد ممونها الثالث وزبونها الثاني. وأشار ذات المصدر إلى أن ''أهم المنتوجات المصدرة نحو السوق الجزائرية تتمثل في الفولاذ والآلات فيما تتمثل المنتوجات المستوردة في المحروقات من بينها الغاز الطبيعي الذي يمثل حوالي 98 بالمئة من الواردات الإيطالية القادمة من الجزائر''.