أكدت إحصائيات المنظمة العالمية للصحة بأن 19 بالمائة من وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 05 سنوات، سببها الالتهاب الرئوي، علما أن الإصابات الرئوية تعد أحد أهم أسباب الموت، والتي يمكن تفاديها باللقاح المضاد للداء. شهدت مدينة مراكش المغربية خلال الأسبوع المنصرم فعاليات الملتقى المغاربي الخاص بالإصابات الرئوية الذي نظمته مخابر فايزر، والذي شارك فيه مختصون في أمراض الأطفال وكذا بيولوجيون من المغرب والجزائر، حيث تركزت مداخلاتهم على دراسة المسائل المتعلقة بالوقاية من الإصابات الرئوية عند الأطفال عبر مختلف دول العالم، وكذا أهمية اللقاح المضاد للالتهاب الرئوي عند الصغار، وذلك بالكشف عن الدراسات الإيبديميولوجية الخاصة بمنطقة شمال إفريقيا، وكذا برنامج اللقاحات للدول المجاورة. ويعتبر داء الالتهاب الرئوي، حسب المنظمة العالمية للصحة، أحد الأمراض القاتلة التي يمكن تفاديها عند الرضع والصغار دون 05 سنوات عبر العالم بواسطة اللقاح، علما أن المتسبب فيها ممثل في بكتيريا تصيب المجاري الهوائية العليا تمس الصغير والبالغ، وتتسبّب في عديد الأمراض الرئوية، ومنها الالتهاب الرئوي الذي تتسبب أعراضه، حسب معطيات المنظمة العالمية للصحة، في حمى مرتفعة مصحوبة بتنفس سريع وعلى شكل صفير، إلى جانب سعال ونوبات برد مع انقطاع عن الأكل. أما عن سن الإصابة بها، فيبقى الأطفال ما دون السنتين وكذا البالغين أكثر من 65 سنة معرّضين لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، الذي أكدت معطيات المنظمة العالمية للصحة أنه وراء ما يقارب 02 مليون وفاة عبر العالم، علما أن نصف هذه الوفيات تسجل عند الرضع والصغار ما دون 05 سنوات. وقد أكدت من جهتها منظمة البلدان الأمريكية للصحة أن الالتهاب الرئوي وراء حالتي وفاة كل سنة، كما أن عدد الحالات المسجلة سنويا عبر الدول في طريق النمو تفوق 150 مليون حالة، أو ما يمثل 95 بالمائة من مجموع الحالات المسجلة عالميا، كما أن 11 إلى 20 مليون طفل مصاب بالالتهاب الرئوي الحاد تتطلب حالاتهم استشفاء. وتبقى الوقاية عن طريق اللقاح المضاد للداء أنجع وسيلة، مع الإشارة إلى أنه بالإمكان معالجة الداء عند الأطفال بمضادات حيوية، لكنها لا تصل لغالبية الأطفال، حيث أثبتت إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن أقل من 20 بالمائة فقط من الأطفال عبر العالم يستفيدون من المضادات الحيوية التي يحتاجونها. وتبقى بالتالي الوقاية من الداء خير وسيلة، خاصة وأنها تمكّن من تفادي مليون وفاة في السنة عبر العالم، كما أنه من شأن العلاج أن ينقذ حياة 600 ألف طفل.