صرحت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع أنه وبدون قصد قد أدّى التركيز في الوقت الحاضر على مكافحة الإيدز والعدوى بفيروسه والسل والملاريا، إلى إهمال الأمراض المعدية الأخرى بشكل نسبي، مثل الالتهاب الرئوي والإسهال، علمًا بأنّ تلك الأمراض ما زالت تفتك بكثير من الأطفال في العالم النامي• ولماذا شهدت مكافحة الالتهاب الرئوي بين صغار الأطفال إهمالاً بهذه الدرجة؟ من الأسباب التي تم اقتراحها طبيعة الفئة المستهدفة (أطفال المجتمعات المحلية المحرومة)، وسببيات هذا المرض المتعدّدة، وعدم اتفاق الخبراء على أنسب الإستراتيجيات فيما يخص التدخلات، وكيفية إدراج التدبير العلاجي لحالات الالتهاب الرئوي في إستراتيجية التدبير العلاجي المتكامل لأمراض الطفولة، ممّا أسهم في الحد من درجة الاهتمام بهذا المرض• وقد تم، على مدى السنوات القليلة الماضية، عدة محاولات لإبراز أهمية الالتهاب الرئوي الذي يصيب الأطفال بوصفه إحدى الأولويات الصحية العمومية، ولكن مازال يتعيّن بذل المزيد من الجهود وهو ما لا يحدث اليوم• ومن الخطوات التي تم اتخاذها في الآونة الأخيرة وضع خطة عمل عالمية لتوقي الالتهاب الرئوي ومكافحته• وتسعى مبادرة خطة العمل المذكورة إلى المساعدة على المضي قدمًا بمسألة مكافحة الالتهاب الرئوي الذي يصيب الأطفال بوصفه إحدى الطوارئ الصحية العمومية؛ غير أنّه لا بد من شنّ حملة دعوية معزّزة بشكل مستدام وعلى مستوى رفيع إذا ما أُريد للالتهاب الرئوي الذي يصيب الأطفال أن يحظى بما يليق به من اهتمام من قبل القائمين على توجيه الصحة الدولية وتمويلها• وأشار أحد خبراء المنظمة إلى أن هناك تقديرات بدرجة معقولة من الدقة بشأن العدد السنوي لنوبات الالتهاب الرئوي بين الأطفال دون سن الخامسة (حوالي 150 مليون حالة)• وبشأن العدد السنوي لوفيات هذا المرض (مليونا حالة تقريبًا) وتم تحديد مجموعتين من التدخلات الفعالة هما التطعيم والتدبير العلاجي للحالات• كما تم إحراز تقدم ممتاز في الآونة الأخيرة في زيادة نسبة التغطية بخدمات التطعيم ضد الحصبة• وأشارت المنظمة إلى أنه من غير الممكن لأيّ من التدابير الوقائية ضمان وقاية تامة للأطفال من الالتهاب الرئوي، وعليه لا بد من وضع إستراتيجية فعالة في مجال التدبير العلاجي للحالات• ويسهم العلاج بالمضادات الحيوية، على مستوى المجتمع المحلي، في الحد من معدلات الوفاة والمراضة الناجمة عن الالتهاب الرئوي، غير أنّه لم يتم• وفي نهاية تقرير المنظمة أكدت أنه لا بد من سوق الحجج القوية والتنافسية لإقناع أهمّ الهيئات الدولية المانحة بالاستثمار في مكافحة الالتهاب الرئوي الذي يصيب الأطفال على الصعيدين القطري والعالمي• وأصبحت إقامة تلك الحجج من الأولويات الملحّة وسيتطلّب ذلك بذل جهود جبارة من قبل فريق متفان يضمّ خبراء سيحتاجون إلى دعم مالي مناسب• وتوفر المقالات المعروضة في هذا العدد من النشرة أساسًا ملائمًا للشروع في هذه العملية•