أفادت مصادر ليبية أنّ مسيرة احتجاجية تطالب بالإصلاح انطلقت في الساعاتِ الأولَى من صباح أمس الأربعاء في مدينة بنغازي شرق البلاد. وذكَرت مواقع ليبية معارضة على الإنترنت أنّ مواجهات وقعت بين الشرطة ومتظاهرين، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وفرَّقت بالعنف جموعَ المحتجّين، مشيرة إلى إصابة 14 شخصا على الأقل في المواجهات مع الشرطة. وتأتِي هذه الاحتجاجات بعد إعلان مئات النشطاء عزمهم التظاهر سلميًا يوم 17 فبراير الجاري تزامنًا مع الذكرى الخامسة لمظاهرات مدينة بنغازي عام 2005 التي ووجهت بقمع الشرطة. وكانت قوى سياسية ليبية وشخصيات معارضة في المنفى طالبت بتنحِّي الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 40 عامًا، والخروج في مظاهرة اليوم الخميس . ودعت هذه القوى أيضًا في بيان على الإنترنت إلى انتقال سلميٍّ في ليبيا نحو مجتمع تعددي. كما دعت جماعات أخرَى على الانترنت إلى التظاهُر في ليبيا "ضد الفساد والفقر". وتأتِي الدعوات للتظاهر في ليبيا بعد سلسلة من المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها المنطقة العربية مؤخرًا، والتي نجحت في دفع الرئيسين السابقين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك إلى التنحِّي، قبل أن تمتد إلى الجزائر واليمن والبحرين والأردن. وكانت مجموعة من الشخصيات والفصائل والقوى السياسية والتنظيمات والهيئات الحقوقية الليبية طالبت الثلاثاء بتنحِّي الزعيم الليبي معمر القذافي، مؤكدة في الوقت نفسه حق الشعب الليبي في التعبير عن رأيه بمظاهرات سلمية دون أي مضايقات أو تهديدات من النظام. وجاءت تلك المطالب في بيانٍ وقّعه 213 شخصية من شرائح مختلفة من المجتمع الليبي، نشطاء سياسيين ومحامين وطلاب ومهنيين وموظفين حكوميين ورجال أعمال ومهندسين وأطباء وإعلاميين وربات منازل وأساتذة جامعيين وضباط وسفراء سابقين، ومن أطلقوا على أنفسهم ضحايا حرب تشاد، وغيرهم. كما ذيل البيان بأسماء بعض الحركات والمنظمات السياسية والحقوقية، مثل الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وحركة التجمع الإسلامي الليبية، وحركة خلاص، والتجمع الجمهوري من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ورابطة المثقفين والكتاب الليبيين، ومنظمتي الراية والأمل لحقوق الإنسان، واللجنة الليبية للحقيقة والعدالة، وغيرها. والقذافي هو أطول الزعماء العرب مكوثًا في السلطة، حيث إنّ فترة حكمه تجاوزت الأربعين عامًا.