قامت وحدات الطيران للجيش الوطني الشعبي، التابعة للناحية العسكرية الثالثة، ليلة أمس الأول، بقصف قافلة مؤلفة من خمس سيارات رباعية الدفع من نوع ''تويوتا ستايشن''، في المنطقة المسماة عرق الراوي التابعة لإقليم دائرة بني عباس. أفادت مصادر محلية ل''الخبر'' أن فشل الملاحقة البرية في القبض على عناصر القافلة من طرف وحدات حرس الحدود، اضطرها للاستعانة بالقوات الجوية، حيث تدخلت المروحيات التي أسفرت قذائفها عن تدمير كلي لجميع سيارات القافلة، فيما أكدت ذات المصادر نجاة أصحابها الذين فروا نحو الأراضي المغربية، مستغلين في ذلك الظلام الدامس وسلسلة الكثبان الرملية المنتشرة التي يسهل الاختفاء فيها والهروب عبرها. ولم يتحدد مصدر قدوم هذه القافلة، إن كان من ولاية تندوف أو أدرار، والتي يرجح أن أصحابها كانوا يستعدون لتسلم الكيف المغربي أو السجائر المهربة، إلا أن المؤكد، حسب هذه المصادر، أن منطقة عرق الراوي وعرق الشاش بصحراء الزغامرة ببني عباس، تعد الأنشط في الجهة الجنوبية في مجال تهريب هذه المواد المسمومة، والذي تدل عليه الحجوزات السابقة من أطنان الكيف بهذه المنطقة تحديدا. كما تحولت هذه المنطقة، من منظور الجهات القائمة على مكافحة التهريب، إلى أماكن محتملة لمرور المهربين نظرا لصعوبة تضاريسها التي تتميز بمنحدرات شديدة الوعورة وشعاب ضيقة تحفها الصخور الضخمة ومغارات وكهوف وجداول مائية وقربها من القرى المغربية الحدودية، التي لا تبعد سوى مسافة 70 كلم. للإشارة تأتي هذه العملية بعد يومين من اشتباك دورية للجيش مع قافلة مهربين في صحراء تبلبالة، ما أسفر عن مقتل رعيتين من إفريقيا يجري التعرف حاليا على هويتيهما، وتوقيف آخرين.