كشف المندوب السابق لليبيا لدى الجامعة العربية، الرائد عبد المنعم الهوني، أن شخصيات من المعارضة الليبية عقدت لقاء، العام 1992 في الجزائر، والتقت مسؤولين جزائريين لطلب المساعدة على قلب نظام الحكم في ليبيا. وأكد الهوني أن الرئيس الجزائري الأسبق، أحمد بن بلة، كان يلعب دور الوسيط بين القذافي والمعارضة الليبية ممثلة في منصور الكيخيا الذي اغتاله نظام القذافي. وقال الهوني، في حوار لصحيفة ''الحياة'': ''كنت أنا ومحمد المقريف ومنصور الكيخيا معا في الجزائر كوفد من المعارضة، والتقينا المسؤولين الجزائريين وطلبنا دعما سياسيا وأدبيا، أعتقد أن ذلك كان في ,''1992 مشيرا إلى أن ''بعض الإخوة في المعارضة الليبية لم يقدروا خطورة الظروف ونشروا لنا صورا ونحن في الجزائر''. واعتبر المسؤولون في النظام الليبي في طرابلس الأمر خيانة كبرى، وبدأوا التركيز على منصور الكيخيا، وأرسلوا أصدقاء له طلبوا عبرهم اللقاء به في أي مكان''. وأضاف: ''اتصل بنا الرئيس الجزائري السابق، أحمد بن بلة، الذي ألح على الالتقاء بنا، فالتقيته أنا ومنصور في فندق ''أمباسادور'' في جنيف، وجاءنا برسالة من القذافي يطلب فيها منا العودة إلى ليبيا، مع استعداده لإعطائنا وظائف سياسية إذا كنا نطلب ذلك، أو حتى إذا رغبنا في الإقامة كمواطنين عاديين''. وأكد الهوني أن ''الرئيس بن بلة التقى أيضا، في وقت لاحق، المعارضين عز الدين الغدامسي ومحمود المغربي''، لنفس الهدف. وأكد المندوب السابق لليبيا لدى الجامعة العربية، عبد المنعم الهوني: ''رفضت شخصيا ومنصور الكيخيا عرض القذافي، وأبلغنا الرئيس بن بلة أن يبلغ القذافي بأننا لا نريد وظائف، بل نريد تغييرا في البلد''، مشيرا إلى أن الرئيس بن بلة نقل موقفنا وما جرى في اللقاء معنا إلى القذافي، وهو الموقف الذي دفعه إلى بدء خطة لتصفية منصور الكيخيا، حيث أرسل له إلى جنيف أحمد قذاف الدم، الذي عرف أن الكيخيا سيغادر في اليوم التالي إلى مصر، واتفق على أن يرسل له مسؤولا ليبيا رفيعا لمناقشة مطالبه. وأضاف الهوني أن الكيخيا، الذي كان في السبعين من عمره، كان رجلا سياسيا، لكنه كان بعيدا عن الحس الأمني، ولم يكن يتصور أن يغتاله القذافي، موضحا أن الكيخيا وصل إلى القاهرة وتلقى اتصالا قال فيه صاحبه إنه يريد لقاءه في بيت السفير الليبي في مصر ومندوب ليبيا لدى الجامعة العربية آنذاك إبراهيم البشاري، الذي تولى لاحقا إدارة الاستخبارات، وقتل في حادث سيارة مفتعل. وقال الهوني إن القذافي اتهم الكيخيا بأنه سرّب معلومات عن تفجير طائرة ال''يوتا'' إلى الفرنسيين، عندما حصلت أجهزة الأمن الليبية على معلومات عن وجود المعارض الليبي الدكتور محمد المقريف في الطائرة، وبتسريب معلومات عن حادث لوكربي. وقد حاولت ''الخبر'' الاتصال بالرئيس الأسبق، أحمد بن بلة، لمعرفة وجهة نظره حول تصريحات الهوني المتعلقة بوساطته بين القذافي ومعارضيه، لكن تعذر علينا ذلك.