احتضن قصر الثقافة ''مفدي زكريا بالعاصمة سهرة أول أمس، العرض الشرفي لمسرحية ''الفوربي يا مو نامي'' للمخرج شريف زياني عياد، المنتجة من قبل تعاونية مسرح الفوسطو، والتي سلطت الضوء على عدد من التناقضات والتقاطعات الاجتماعية التي شكلت في مجلها مفارقات الجزائر العميقة. تدور أحداث مسرحية ''الفوسطو يا مو نامي''، وسط مقهى، تمثل الديكور الثابت للعرض، الذي حركته أربعة شخوص محورية، هي العمري ''زبون''، عبد القادر ''صاحب المقهى''، علي ''شاب جزائري يحلم بالحرفة''، ونونو ''فنان''، وهي شخوص قد يتراءى للمتلقي في البداية أن نظرتها للحياة متباينة، وأن أفكارها ورؤاها متناثرة، ولكن ضمنيا، ومع تسلسل الأحداث نجدها تتقاسم هما مشتركا، تكتنفه مشاعر الألم والأمل، التي تفاعل معها الجمهور، بعد أن أضحكته وأبكته في آن واحد. وترصد مسرحية ''الفوربي يامو نامي'' للمخرج شريف زياني عياد، الذي اشترك في كتابة نصها رفقة العمري كعوان والطيب بوعمار، جملة من المشاكل الاجتماعية الناجمة عن فساد النظام السياسي في البلد. وقدم طاقم العمل أحداث المسرحية في قالب تراجيكوميدي، يحيل المتفرج إلى إعادة النظر في الوجه الحقيقي لجزائر الألفية الثالثة، جراء ما تتخبط فيه من نقائص لا تعد ولا تحصى، كأزمة السكن، ظاهرة الحرفة، البيروقراطية، الحفرة، المحاباة والمحسوبية، الطبقية.. وما إلى ذلك من المشاكل التي أرهقت كاهل المواطن البسيط، المغلوب على أمره. فضلا عن التنويه بما يعيشه الشارع العربي من توتر، وتحديدا ما جرى في تونس ومصر مؤخرا، وما يجري في ليبيا حاليا. وقد أتت المسرحية، التي امتدت أحداثها إلى ما يربو عن ساعة من الزمن، بتصور جديد، ألبس المواضيع التي تطرقت إليها حلة جديدة، تختلف عن تلك الصورة النمطية التي ألفنا مشاهدتها فوق الخشبة، سعيا من مسرح ''الفوسطو'' إلى استعادة ثقة الجمهور بالفن الرابع، بعد القطيعة الخاصة بينهما في الآونة الأخيرة. للإشارة، فإن مسرحية ''الفوربي يامو نامي''، التي تخللتها ثلة من الوصلات الغنائية والمقاطع الموسيقية، الحاملة لجنسيات مختلفة، عرفت مشاركة كل من الممثل العمري كعوان '' العمري''، محمد بوعلاق ''عبد القادر''، خليل عون ''علي''، وكذا الفنان نور الدين سعودي ''نونو''، كما أنها تندرج ضمن مشروع ''مقهى السعادة ''1، الذي يضم عملين مواليين، هما ''وكالة الهيه''، و''رانا هنا''.