وصف المخرج المسرحي زياني شريف عياد، أمس، التجربة الجديدة التي يخوضها حاليا ضمن تعاونية مسرح ''الغوستو''، بالمحاولة التي تسعى لإعادة الجمهور للمسرح، وأوضح أنه يريد تقديم مسرح شعبي بلمسات فنية وجمالية. اعتبر زياني شريف عياد أن الوضعية التي يمر بها المسرح الجزائري اليوم دفعته إلى ''التفكير في العودة إلى تقليد مسرحي شعبي هو المقهى المسرحي''. وأضاف خلال ندوة صحفية عقدها، بالنادي الثقافي عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية، أن العرض الجديد الذي ستقدمه تعاونية مسرح ''الغوستو'' ابتداء من 24 فيفري الجاري، بقصر الثقافة مفدي زكريا، بالجزائر العاصمة، بعنوان ''الفوربي يامو نامي''، يعد تجربة جديدة تسعى لإيجاد توافق بين المسرح الشعبي والنص الجمالي المفتوح. وأوضح المتحدث أن العرض الجديد يسعى إلى خلق تواصل مع الجمهور، مع ترك النص المسرحي نصا مفتوحا وغير نهائي. وكشف زياني أن عروضه المسرحية ''لا تلقى قبولا ولا استجابة من قبل المؤسسة المسرحية الرسمية، وأعتبرها نصوصا تعيش وتهتم بالهامش، ومثل هذه المعيقات جعلتنا نفكر في تطوير تقنيات مسرحية مغايرة وجماليات جديدة، أفضت بنا إلى التفكير في تقديم عروض تسمى: مقهى السعادة1، ونبدأها بعرض -الفوربي يامونامي- ثم يليه -مقهى السعادة2، ويكون عنوانه: وكالة لهيه''. ويعتقد زياني بأن المسرح التقليدي لم يعد يجلب الجمهور، مردفا ''نحن بحاجة إلى مكان حميمي لعرض أعمالنا المسرحية، لكن المؤسسات الثقافية عندنا ليست مستعدة لقبول هذا التغيير''. ويستمد زياني نظرته الجديدة للمسرح من تقاليد مسرحية سابقة خاض فيها كبار المسرحيين الجزائريين، على غرار رشيد قسنطيني وسيد على فيروندال ورويشد، حيث تمكن هؤلاء- حسب زياني- من خلق تواصل مع الجمهور، بفضل قدرتهم على الاشتغال على فكرة ''المقهى المسرحي''. واعتبر المتحدث ''أن المسرح الجزائري اليوم غرق في المناسباتية، ولم يعد يهتم باليومي. والجمهور أصبح سلبيا، لا يتجاوب مع العرض إطلاقا''. كما دعا زياني الذي أخرج وكتب نص المسرحية بالتعاون مع العمري كعوان والطيب بوعمار، إلى ضرورة فتح نقاش حقيقي حول وضعية المسرح الجزائري. واعترف بأن الوضعية الحالية نتج عنها وجود قطيعة بين الجمهور والحركة الركحية.