تناولت مسرحية "القربي يا صديقي" لزياني شريف عياد التي عرضت مساء يوم الأربعاء بقصر الثقافة مفذي زكرياء بالجزائر العاصمة انشغالات و تطلعات و أحلام وآمال المجتمع الجزائري بطريقة طريفة. تجري أحداث المسرحية في مقهى قديم يدعى "مقهى السعادة" يسيره قادر شخص غضوب يشده الحنين إلى الماضي و متشبع بتربية والده. فجأة يثار "نقاش" بين صاحب المقهى و عليلو شاب له حلم وحيد هو بلوغ الضفة الأخرى من حوض المتوسط . هو قوال وفي لبذلته السوداء و ربطة عنقه الفراشة و زبون مثير للشفقة و ذي حيوية مفرطة. ويفرض الزبون الذي تقمص دوره مساعد كاتب نص المسريحة العمري كعوان نفسه في الحديث من خلال ايجاباته المعبرة في نفس الوقت عن تشاؤم كبير و واقعية مذهلة. يعيش هذا الزبون الذي يرتدي بذلة "شانغاي" بذلة عاصمية محضة في مخيم لانه من منكوبي الزلزال. انه يحلم و يأمل و يرجو منذ زهاء عشر سنوات أن يعاد إسكانه. يروي للآخرين محنه و مرارته جراء البيروقراطية و القيود الإدارية الأخرى بكثير من السخرية حتى أن التقزز كان باديا على محياه.و كان الشاب يتبادل أطراف الحديث مع زبائن المقهى حول مختلف و جهات النظر حول المشاكل الاجتماعية لاسيما أزمة السكن و البطالة و كانت تخلل مناقشاتهم أغاني فكاهية من التراث الجزائر على غرار رشيد قسنطيني و محمد توري و سيد علي فرننديل. و كان كل واحد منهما يحاول تفسير أو بالأحرى تبرير من خلال طرائف و بطريقة مجازية اليأس الذي ينتابه. و تندرج مسرحية "القربي يا صديقي" ضمن برنامج "مقهى السعادة" للفرقة المسرحية "غوستو" التي تأسست سنة 2005 من قبل زياني شريف عياد. ويعد زياني شريف عياد الكاتب المسرحي المقيم بفرنسا منذ حوالي عشرين عاما أحد أعمدة المسرح الجزائري لسنوات 1980 و 1990. و في 1971 بدأ مشواره في المسرح الوطني الجزائري في أدوار صغيرة مع العربي زكال و مصطفى كاتب و يحي بن مبروك و قاصدارلي و نورية و كلثوم. و يحاول الكاتب المسرحي حاليا من خلال جمعية "غوستو" المسرحية أن يجعل الجمهور يحتك مع تراثه الخاص و حاجته للانفتاح على العالم من خلال الاستلهام من نصوص أعمدة الفن الرابع الجزائري.