تسيطر حالة من الذعر على الأجانب المتواجدين في ليبيا، والبالغ عددهم، حسب المنظمة الدولية للهجرة، مليون ونصف المليون. ويعرف مطار العاصمة طرابلس ومعبر السلوم البري على الحدود مع مصر ومعبر رأس أجدير على الحدود مع تونس، حركة كثيفة للطائرات والحافلات لإجلاء أكبر عدد ممكن من الرعايا في اتجاه بلدانهم، بعد مقتل رعايا من كوريا الجنوبية وبنغلاديش ومصر، قبل أيام، في الاحتجاجات التي تعصف بنظام القذافي. وبينما توشك دول أوروبا والدول العربية على إنهاء إجلاء مواطنيها من هناك، تواجه عدد من الدول الآسيوية، ذات الإمكانات المتواضعة، صعوبة في إجلاء 150 ألف من رعاياها. وعربيا، أجلت الجزائر ألف رعية حتى الآن، حسب ما أعلن عنه الوزير المنتدب المكلف بالجالية، حليم بن عطا الله. ويبلغ تعداد الجالية الجزائرية 8000 رعية. ومن جهته، قال مساعد وزير الخارجية المصري إن قرابة 17 ألف مصري فرّوا من أعمال العنف في ليبيا، ووصلوا إلى بلدة السلوم الحدودية المصرية. وقال مسؤول سوري إن بلاده أرسلت ثلاث طائرات إلى طرابلس لنقل من يرغبون في العودة إلى الوطن، مضيفا أن موظفين من القنصلية بالتعاون مع مكتب الخطوط الجوية السورية انتقلوا ميدانيا إلى مطار طرابلس لتسهيل إجراءات المغادرين من السوريين. وتجري تركيا، التي يوجد حوالي 25 ألف شخص من رعاياها في ليبيا، أكبر عملية إجلاء في تاريخها. وقال وزيرها للخارجية، أحمد داود أوغلو، إن 21 دولة أخرى طلبت من أنقرة مساعدتها في إجلاء مواطنيها. ومن جهته، أكد متحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي، في بيان صحفي، أن الاتحاد رحل نحو عشرة آلاف مواطن من ليبيا، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن إجلاء 600 من رعاياها على متن عبارة بحرية مستأجرة. ووصلت طائرتان تقلان حوالي 500 فرنسي إلى باريس، فيما عاد حوالي 300 روسي وعائلاتهم إلى موسكو على متن ثلاث طائرات، كما وصلت رحلة تقل 150 عامل في شركات النفط إلى لندن. وأعلنت أوكرانيا أن طائرة شحن عسكرية وصلت طرابلس لإجلاء 170 أوكراني، منهم أطباء وطيارون ومهندسون. أما هولندا فقالت إن طائرة عسكرية هولندية نقلت 82 شخصا من ليبيا، منهم 32 هولنديا و50 من دول أخرى منها بلجيكا وبريطانيا والولايات المتحدة. وبدأت الصين في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة 33 ألف شخص من رعاياها إلى وطنهم، وأعلنت بكين عن إرسال طائرات مدنية إلى ليبيا، بالإضافة إلى تسخير عدد من السفن التجارية وقوارب الصيد العاملة في المنطقة لنقل مواطنيها خارج ليبيا. وأعلنت الخارجية البرازيلية، من جهتها، أنها أرسلت سفينة لإجلاء 180 عامل وأسرهم إلى مالطا. واستأجرت سيول طائرة مصرية لنقل قسم من 1400 كوري جنوبي. ونصحت تايلاندا رعاياها، حوالي 23 ألفا، بالبقاء في مجمعاتهم. وقال مسؤول فيتنامي إن محاولات تجري لإجلاء 10 آلاف فيتنامي. وأعلنت الهند أن سفينة وصلت إلى الساحل الليبي لنقل ألف راكب من أصل 18 ألف هندي ينتظرون في ليبيا.