مصر تهدد بالتدخل العسكري في ليبيا يجري أحمد قذاف الدم المبعوث الشخصي للعقيد معمر القذافي مباحثات مع المسؤولين في مصر التي وصلها مساء أول أمس، وهي الثانية له منذ الإطاحة بالرئيس المصري في الحادي عشر من فيفري الجاري، والأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإطاحة بالقذافي. ولم تذكر وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية التي أوردت النبأ المزيد من التفاصيل حول هدف الزيارة أو الأشخاص الذين سيلتقي بهم قذاف الدم، ويأتي هذا في الوقت الذي صرّح فيه مصدر مصري مسؤول بأن القاهرة أبلغت طرابلس رسمياً بأنها قد تتدخل عسكرياً في ليبيا لحماية مواطنيها الذين قالت إنهم يتعرضون للقتل، ونقلت صحيفة "العرب" القطرية عن المصدر الذي لم تكشف عن هويته أن مصر اعتبرت تصريحات نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي، التي اتهم فيها المصريين المقيمين في ليبيا بالمشاركة في الثورة الجارية هناك، تحريضاً صريحاً ضدهم. وكانت السلطات الليبية قد سمحت أمس بهبوط طائرتي نقل عسكريتين في طرابلس لإجلاء الرعايا المصريين الراغبين في السفر، كما سمحت ليبيا بدخول 25 سيارة إسعاف وإمدادات مصرية عبر الحدود البرية، وكان وزير الخارجية المصري قد ذكر في وقت سابق أمس أن هناك صعوبة في إرسال أي طائرات مصرية لإجلاء الرعايا المصريين العاملين في ليبيا، بسبب تدمير مدارج العديد من المطارات ومنها مطار مدينة بنغازي الواقع شرق ليبيا، وطالب أبو الغيط المصريين في ليبيا بالبقاء في منازلهم كلما أمكنهم ذلك وتأمين أنفسهم بما يكفي من الغذاء والماء وعدم الخروج إلى الشوارع. ويقيم أكثر من مليون ونصف مليون مصري في ليبيا، ولم تتمكن مصر من إجلاء رعاياها جوا من بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، وطالب الوزير المصريين المقيمين في ليبيا الراغبين في المغادرة بالتحرك في جماعات بحافلات من بنغازي إلى الحدود المصرية، على صعيد آخر قال مراسل لرويترز إن الجانب الليبي من الحدود مع مصر يسيطر عليه مسلحون بهراوات وبنادق كلاشنيكوف معارضون للزعيم الليبي معمر القذافي، من جانبه قال متحدث عسكري إن المجلس العسكري الأعلى الذي يتولى إدارة شؤون البلاد سيكثّف التواجد الأمني عند الحدود مع ليبيا وسيفتح معبر السلوم لتمكين المرضى والمصابين من دخول مصر، وقال ذات المصدر أن الجيش أرسل وحدات إضافية لضمان أمن حدوده الشمالية مع ليبيا عند معبر السلوم ولإفساح المجال للرعايا المصريين الذين ينزحون من ليبيا للعودة إلى بلادهم بأمان، وأضاف أن هناك حالياً حوالي 10 آلاف مصري ينتظرون قرب هذه النقطة الحدودية و5 آلاف وصلوا الاثنين الماضي، وكان المجلس قد قرر أمس إقامة مستشفيات ميدانية لإنقاذ الجرحى والمصابين من المصريين والليبيين.وروى مصريون عائدون من ليبيا أنهم شاهدوا جثث خمسة مصريين على الأقل قتلوا ذبحاً، مشيرين إلى أن مسلحين مرتزقة من أصحاب البشرة السمراء اقتحموا استراحات ومقاهي يعمل بها مصريون في بعض المناطق وحطموها، وقال شاهد إن المسلحين أطقلوا النار على السيارات التي كانت تقلهم، وإنه لا توجد أي قوات شرطة أو أمن على الطريق البري بين مصر وليبيا، مشيراً إلى عمليات سلب ونهب وتخريب واسعة النطاق تشهدها البلاد في ظل غياب كامل للأمن.