عاد المغني العيساوي محمد رضا بودباغ إلى قسنطينة، بعد 7 سنوات قضاها في إنجلترا، ليشرع في التحضير لمشروع فني كبير وسمه ب''ليالي الحضرة''، يمزج فيه بين الأصالة والمعاصرة من جهة، ويحفظ للتراث حقه من جهة أخرى. وتحدث بودباغ في تصريح ل''الخبر'' بإسهاب، عن ''ليالي الحضرة'' التي ستكون مجموعة كاملة من الأذكار، البراول، القصائد، النوبات والمديح، تعزف وتغنى بجميع تفاصيلها، ليتم حفظها في مجلد يحمل العديد من الأقراص المضغوطة، مع نسخ الأعمال كتابيا وموسيقيا. وعن الآلات الموسيقية الجديدة التي أدخلها عالم العيساوة الصوفي، كالبيانو والقيثارة ذات الأوتار الغليظة، قال بودباغ إن العديد من أهل المهنة اعتبروه مجنونا، وأكدوا له أن تلك الآلات لا تتماشى مع الطابع العيساوي، إلا أن إصراره على الوصول بالعيساوة إلى العالمية، كما قال، جعله يصنع لنفسه جمهورا صغيرا بإنجلترا، وبدأ في التعريف بهذا الفن عن طريق كتابته موسيقيا، ومن ثمة توزيعه. ويسعى محمد رضا إلى إنشاء جوق قائد للشرق في مجال العيساوة، مضيفا ''وهو ما أعكف على تنفيذه رفقة طلبة المعهد البلدي للموسيقى''. وأفصح بودباغ أنه هناك مشروعا قائما بينه وبين مجموعة من المتصوفين بتركيا، سينجز خلال شهر رمضان المقبل، مواصلا ''أطمح للتعريف بالعيساوة بطريقة منهجية وعلمية، وأتمنى أن لا تصادفني نفس العراقيل والمشاكل التي دفعتني من قبل للهجرة إلى إنجلترا''.