استقطب العرض الشرفي لمسرحية ''عام الحبل'' للمخرج جمال مرير، مساء أول أمس، جمهورا غفيرا من عشاق الفن الرابع بالمسرح الجهوري في سكيكدة، لمتابعة أطوار العمل الذي نقل أحداثا واقعية، تعود إلى العهد العثماني، حين تمركز الأتراك بشكل لافت للانتباه بمدينة القل وضواحيها. كان عشاق أب الفنون، أول أمس، على موعد مع العرض الشرفي لمسرحية ''عام الحبل'' للمخرج جمال مرير، المقتبسة من قبل سليم سوهالي عن رواية مصطفى نطور، التي قارنها بعض النقاد برواية ''نجمة'' لكاتب ياسين. تدور مسرحية ''عام الحبل'' داخل مقهى شعبي، في مرتفعات مدينة القل، أين يتواجد ضريح الولي الصالح سيدي عاشور، لتنقل نموذجا عن الفقر المدقع والمجاعة الرهيبة التي كان يعاني منها وقتذاك أهالي البلدة، في سنة من سنوات القرن الثامن عشر. تتوالي الأحداث تباعا، إلى أن يقرر شيوخ البلدة الذهاب لمقابلة باي قسنطينة، لمطالبته بتوفير إمكانيات العيش لهم، وعند وصولهم انبهروا بمدينة الجسور المعلقة، وفي الوقت الذي كان أهالي البلدة يعتقدون بأن الشيوخ قد استقبلوا أحسن استقبال، كان هؤلاء قد وقعوا في فخ نصب لهم، بعد أن رميت لهم حبال في المغارات المنتشرة بقسنطينة لعرقلتهم. ووظف المخرج ''الفوال'' في أحداث المسرحية، الذي ظل يسرد الحكايات على أهل البلدة، الذين ظهروا وهم يقومون ببعض الألعاب التقليدية، إلا أن حاكم البلدة يتآمر مع إمام المسجد للتخلص منه، فخرج من البلدة تاركا وراءه زوجته ربيحة وابنته مربوحة. وأتت ''عام الحبل'' في ديكور بسيط، وأطل الممثلون على الركح وهم يلبسون زي العيساوة، الذي يؤدى في القل منذ القدم. وقال المخرج جمال مرير في تصريح ل''الخبر''، إن العرض ما هو إلا عمل مسرحي في مضمون الحلقة والعيساوة، مضيفا بأنه لما قرأ رواية ''عام الحبل'' لصاحبها مصطفى نطور، الذي أناب عنه ابنه لحضور العرض، فكر في تحويلها إلى عرض مسرحي، لتعريف الشباب المقبل على المسرح بجزء من تاريخ الأجداد.