تحتضن مدينة بشار يومي 30و31 ديسمبر الجاري العرض الشرفي لمسرحية "المفترسون" وبذلك تكون هذه المسرحية هي الثالثة التي يقدم عرضها الشرفي بالجنوب، كما أنها المسرحية ال43 في قائمةالإنتاج المسرحي لهذه السنة· بمناسبة الانتهاء من تحضير هذ العمل الذي دام أكثر من شهرين نشط مخرجه الفنان أحمد بن عيسى أول أمس ندوة صحفية، تناول فيها التفاصيل العامة لهذه المسرحية المقتبسة عن رواية مسرحية كتبها المؤلف مراد بربون في زمن السبعينيات، ويعتبر هذا الروائي عملاقا في ميدانه وهو من مواليد 1938بجيجل، شارك في الثورة التحريرية وقد اعتلى خشبة المسرح لأول مرة في تونس بمسرحية "الجثّة المطوقة" لكاتب ياسين، كما كان من مؤسسي اتحاد الكتاب الجزائريين ومديرا لجريدة المجاهد، وهو الآن يعيش بباريس ويزاول الكتابة الصحفية، علما أن له العديد من الكتب والمؤلفات وهو في هذه المسرحية يكتب عن آفاق اجتماعية عديدة تنبأ بها في وقته كطغيان المادة على القيم والهجرة السرية، وارتفاع أسعار بعض المواد الاستهلاكية منها "البطاطا" مثلا، كما أنه اعتبر هذا العمل عرفانا منه للراحل محمد بودية الذي اغتالته الموساد في جوان سنة 1973· تجري أحداث المسرحية داخل حمام في مدينة مغاربية تعاني من نقص حاد في الماء مما يتطلب إجراءات صارمة في استهلاكه، ويترتب عن ذلك بعض التقلبات والإجراءات وكذلك بروز مظاهر الرشوة لتتراكم في هذا الحمام كل الآفات الاجتماعية· المسرحية تحمل مواقف سياسية تبرز في هذا المجتمع المتحرك الذي يلخصه محيط الحمام، علما أن الحمام رمز شائع في الأدب العالمي والعربي فمسرحية "حمام ربي" مثلا مستمدة من الأدب الروسي· أشار المخرج أحمد بن عيسى إلى محاولته في تحويل المسرحية المكتوبة في قالب كلاسيكي إلى كوميديا اجتماعية في محتواها وخطابها الفني الذي يترجم في حوار قاسي مع واقعنا البعيد عن المسرح البرجوازي من خلال ديكور يحاكي حمام غير واقعي يوظف في خدمة العرض "المفترسون" هي وجه من صراع الأقوياء على حساب المصالح الأغلبية وهؤلاء يتنافسون من أجل الاستيلاء على هذا الحمام، وللأسف يقع أصحابه في الطعم الذي رسمه المفترسون· في جوابه عن سؤال طرحته "المساء" أشار السيد بن عيسى أن المسرح السياسي لا يزال رائجا في بلادنا وهو الأكثر نفوذا لأنه يمثل مسرح الشعب ويطرح آماله وأحلامه وواقعه· أما فيما يتعلق بعرض "المفترسون" في الجنوب فاعتبر ذلك نوع من التفتح على المدن الجزائرية التي تستحق نصيبها من المسرح منوّها بالنهضة التي تعرفها أدرار مثلا في مجال المسرح والذي برهنت عنه في كل المناسبات الفنية·للإشارة يشارك في التمثيل كل من الفنانين كمال كربوز، نورة بن زراري، ياسين زايدي، سالي وحميد فوري·