رغم تحفظ أغلب رؤساء أندية البطولة الوطنية للهواة عن قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم القاضي بإبقاء صيغة منافسة البطولة المحترفة بقسميها الأول والثاني، لكونهم لم يتلقوا بعد أي إشعار رسمي، فقد أجمعوا على استيائهم من عدم وفاء الهيئة الكروية بوعودها التي سبق لرئيسها محمد روراوة وأن قدمها لهذه الأندية، والمتمثلة في إضافة مجموعة ثانية خلال الموسم المقبل، وكانت وراء العودة إلى المنافسة بعد مقاطعة ثلاث جولات كاملة. أثار الموضوع الذي انفردت به ''الخير'' أمس بخصوص نوايا ''الفاف'' في إبقاء صيغة منافسة البطولة المحترفة على حالها استنفار رؤساء أندية البطولة الوطنية للهواة، الذين كانت لهم اتصالات فورية صبيحة أمس، للوقوف على مدى صحة هذا الخبر، لمناقشة ما يمكن اتخاذه، فكان رئيس وفاق المسيلة، جابر زغلاش، بمثابة قائد هذه ''الكتيبة'' من خلال تلقيه مكالمات هاتفية من عدة رؤساء، مثلما أكده ل''الخبر''، لكنه تعامل مع هذه القضية بإحكام، مفضلا عدم الخوض أو إبداء رد فعل على القرارات التي تم تداولها، وذلك في غياب أي تصريح رسمي من قبل رئيس الاتحادية محمد روراوة، لكنه علق قائلا ''إذا كان ما سمعناه صحيحا، فعليه تبرير إخلافه لوعوده تجاه رؤساء الأندية وبحضور وزير الشباب والرياضة، وذلك باستحداث مجموعة ثانية في بطولة الدرجة الثانية المحترفة''. وفي حال سد أي إمكانية لطرق أبواب الاحتراف، رد زغلاش قائلا ''الكارثة هنا تكون أكبر ولا بد من اتخاذ الخطوات القانونية اللازمة لمواجهة الوضع الجديد، وقد تذهب الأمور إلى أكثر من مقاطعة المنافسة''. وصب تعليق رئيس اتحاد حجوط محمد زيداني في نفس خانة زميله السابق، حيث بدا متحفظا بشأن التراجع عن تغيير نظام المنافسة الموسم المقبل، مشيرا في تصريح ل''الخبر'' أمس أن الأندية الهاوية لم تتلق أي مراسلة رسمية من الرابطة أو ''الفاف'' بخصوص هذا القرار، الذي فاجأه في حال تأكيده، بعد كل الوعود التي تلقاها رؤساء أندية البطولة الوطنية للهواة خلال مقاطعتها للمنافسة في البداية. وفي حال تأكد القرار، لا يستبعد زيداني العودة إلى خيار المقاطعة من جديد، ''لأنه لا يعقل التراجع عن الوعود التي قدمها رئيس الرابطة لرؤساء الأندية خلال اجتماعه بهم قبل 20 يوما بفندق مازافران في زرالدة، وأكد آنذاك أن الأندية التي تستوفي شروط الاحتراف ستشارك الموسم المقبل في الرابطة المحترفة''، غير أنه سرعانما عاد إلى تحفظه بقوله '' ما دمنا لم نتلق أي شيء موثق ورسمي، ولم يصدر بيان على موقع الاتحادية، سننتظر إلى غاية وضوح الرؤية ثم نقرر''. وعلى عكس زميليه السابقين، ودون تحفظ يذكر، فقد أبدى رئيس أولمبي أرزيو محمد زيتوني استغرابه للقرارات المتخذة من قبل المكتب الاتحادي، وراح يتهجم على أصحاب القرار ''أعتقد بأن هذا القرار ليس في محله، وهناك ارتجالية في اتخاذ القرارات من قبل المكتب الفيدرالي، الذي اتخذ مثل هذه المواقف التي لا تخدم مصلحة النوادي الهاوية''، على حد قول زيتوني الذي ذكر هو الآخر بوعود مشرارة في اجتماع فندق مازافران، حين أكد أكد التزام المسؤولين الحاليين على كرة القدم بقبول ملفات فرق القسم الثاني الهاوي التي تريد أن تتحول إلى أندية محترفة مهما كان عددها، وأن إدارة فريقه لها وثيقة رسمية تؤكد هذه الالتزامات والتي ''تحصلنا عليها من الأمين العام للرابطة الوطنية''.