في غزوة أُحد تقدَّم اللّعين أُبَيُّ بن أبي خلف على فرسِه يُريدُ قتل النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم ويقول: ''أيْ محمّد! لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَوتَ، فقام القومُ: يا رسول الله! أَيعطِفُ عليه رجلٌ منَّا؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''دَعوهُ''، فلمّا دَنَا، تناوَل رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم الحربةَ مِن الحارث بنِ الصِّمَّةِ، فانْتَفَضَ بها انتفاضةً، تطاير الصّحابة رضي الله عنهم لهَا، ثمّ استقبلَهُ صلّى الله عليه وسلّم فطَعَنهُ في عنقِه طعنةً تَدَأْدَا منها فرسِه مرارًا -أي تقلَّب وتدحرج- فرجَع إلى قُريش يقول: قتلني محمّد، وهم يقولون: لا بأس عليك، فقال: لو كانت بجميع النّاس لَقَتَلْتُهم، أليْس قد قال: أنَا أقْتُلك، والله لو بَصَق عليَّ لقتلني، فمات في طريق عودتِه. وفي غزوة حُنين فرَّ المسلمون حين باغتَتْهُم هَوَازِن بالسِّهام وثبت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في وجهِ العدوِّ وهو يقول: أنَا النّبيُّ لا كَذِبْ أنَا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ