أوقف الثوار الليبيون تقدم كتائب القذافي نحو الشرق باتجاه مدينة بنغازي، معقل المعارضة المطالبة برحيل العقيد معمر القذافي، فبينما أعلن التلفزيون الليبي أن الموالين للقذافي تمكنت من فرض سيطرتها على هذه المدينة الإستراتيجية، نفى مراسلون ميدانيون وشهود عيان هذه المزاعم. كما نفى الثوار سقوط مدينة مصراتة شرقي طرابلس، بيد كتائب القذافي، في وقت قصفت فيه طائرات تابعة لهذه الكتائب مطار بنينة جنوب مدينة بنغازي. وقال التلفزيون الرسمي إن كتائب القذافي سيطرت على مصراتة وباشرت عملية تطهير المدينة ممن وصفتهم بالمتمردين، نفى سكان محليون هذه الأنباء وقالوا لوكالة رويترز إن المدينة مازالت تحت سيطرة الثوار. وأوردت قناة الجزيرة نقلا عن عضو اللجنة الإعلامية لشباب ثورة 17 فبراير سعدون المصراتي، قوله إن المدينة لا تزال تحت سيطرت الثوار، وأشار المصراتي إلى أنه بعد القصف الليلي على المدينة ساد هدوء هناك وسط تحركات لكتائب القذافي قرب المدينة في محاولة لتجميع صفوفها. وحسب المصدر ذاته، فإن الثوار تمكنوا من صد هجوم عنيف لكتائب القذافي على مصراتة، انطلق من ثلاث جهات، وألحقوا بها خسائر في الأرواح والمعدات. وذكرت مصادر طبية أن كتائب القذافي تكبدت نحو ثمانين قتيلا إضافة إلى عشرات الجرحى خلال هجمات أمس على المدينة. وتصارع قوات القذافي الوقت للسيطرة على معاقل المعارضة قبل إقرار مجلس الأمن الحظر الجوي على ليبيا، وفي هذا الصدد، أفاد مراسل " الجزيرة " أن طائرات تابعة لقوات القذافي قصفت مطار بنينة على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب بنغازي. ونقلت الجزيرة عن عضو لجنة الدفاع عن بنغازي العقيد عادل البرعصي، قوله إن قصف مطار بنينة أخطأ هدفه ولم يتسبب بأي خسائر مادية أو بشرية، مشيرا إلى أن الثوار أسقطوا طائرة تابعة للقذافي، وهم يكثفون البحث عن الطيار الذي كان يقودها. ولم تتمكن كتائب القذافي من دخوا أجدابيا القريبة من بنغازي، وأكد شاهد عيان من أجدابيا أن المدينة محاصرة من قبل كتائب القذافي، التي حشدت قوات ضخمة ودبابات وراجمات صواريخ في محاولة للسيطرة على المدينة، وقال قائد ميداني إن الثوار يضغطون على الكتائب عند المدخل الجنوبي للمدينة، وهم يستعدون للانقضاض عليها، بعدما صدوا هجوما سابقا لقوات القذافي وعرقلوا تقدمها صوب بنغازي. وفي مدينة الزنتان، التي تقع على بعد نحو 160 جنوبي العاصمة طرابلس، عمد الثوار إلى قطع الإمدادات العسكرية المتوجهة إلى قوات القذافي من مخازن الزنتان التي توجد على بعد نحو 40 كلم جنوبالمدينة، كما قام الثوار بتنفيذ هجوم على أحد الأرتال الكبيرة والاشتباك معها، مما دفع راجمات الصواريخ والدبابات إلى المسارعة في الخروج من المخازن ومحاولة إسناد الرتل " فقام الثوار بالالتفاف عليهم واغتنام دبابتين". من جهة أحرى، قال وليام بيرنز وكيل وزيرة الخارجية الامريكية إن المجلس الوطني الليبي الذي يمثل بعض جماعات المعارضة ضد معمر القذافي قد يقيم مكتبا تمثيليا في واشنطن. وقال بيرنز أمام لجنة بمجلس الشيوخ "جعلنا بإمكان المجلس الوطني الليبي إقامة مكتب تمثيلي في واشنطن". ونقلت رويترز عن بيرنز قوله إن الولاياتالمتحدة جمدت العلاقات الدبلوماسية مع حكومة القذافي لكنها لم تقطعها رسميا. وشدد بيرنز على أن الولاياتالمتحدة ليس لديها قال وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ان الولاياتالمتحدة تخشى من أن الزعيم الليبي معمر القذافي قد يعود إلى الإرهاب والتطرف العنيف إذا انتصر في المعركة ضد المعارضة المسلحة.