تتركز المواجهة العسكرية بين الثوار والقوات الموالية للنظام الليبي على محور أجدابيا بنغازي وسط إعلان كل طرف سيطرته على المدينة وأنباء عن تقدم الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي صوب الطريق المؤدية إلى مدن الشرق الليبي المحررة. وقد أكد الناطق باسم لواء 17 فبراير العقيد فرج الفيتوري أن مدينة بنغازي تعرضت صباح أمس الأربعاء لقصف جوي من قبل قوات القذافي، مشيراً إلى أن المضادات الأرضية تصدت للطائرات المغيرة وأجبرتها على الفرار. ونقل مراسل الجزيرة في بنغازي عن خالد السائح منسق المجلس العسكري قوله إن الثوار صدوا تقدم كتائب القذافي عند البوابة الغربية لمدينة أجدابيا نافيا صحة الأنباء التي بثها التلفزيون الليبي عن نجاح الكتائب الأمنية في الاستيلاء على المدينة وقطعها الطريق بينها وبين بنغازي. وتحدث شهود عيان للجزيرة عن تصدي الثوار لعدد من دبابات الكتائب القادمة من البوابة الجنوبية، في معركة أسفرت عن إعطاب دبابة واحدة والاستيلاء على سبعة وإجبار الباقي على الانسحاب جنوبا. كما أعلن ثوار ائتلاف 17 فبراير أن طائرتين تابعتين للثورة قصفتا الثلاثاء سفينتين حربيتين تابعتين لنظام القذافي كانتا تقصفان مدينة أجدابيا من البحر، حيث أكد مسؤولون في المجلس العسكري حصول الثوار على طائرات حربية قديمة منذ أسابيع لكن القادة الميدانيين فضلوا عدم استخدامها أملا في فرض الدول الكبرى حظرا جويا على النظام الليبي. وبحسب مصادر إعلامية، بدأت قوات القذافي هجومها على مدينة أجدابيا صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي عبر قصف عنيف بحرا وجوا حيث كان الثوار يتحصنون قرب المدخل الغربي للمدينة، في الوقت الذي تقدمت قوات القذافي من البوابة الجنوبية سعيا لتطويق الثوار. بنغازي تتحدى في الأثناء بدأ الثوار في بنغازي يستعدون لصد أي هجوم في حين نفى فرج المغربي أحد ناشطي الثورة للجزيرة وجود أي عمليات نزوح للسكان من المدينة, مشيرا إلى أن ما يعلنه التلفزيون الليبي في هذا الصدد يهدف إلى تخويف المواطنين وبث الذعر وأضاف "الخطوط الأمامية محصنة, ونسعى لاستدراج كتائب القذافي". وكان الجيش الليبي قد أعلن في بيان للمواطنين في بنغازي أنه سيبدأ مهمة -وصفها بالإنسانية- "لتخليصهم من مقاتلي المعارضة المسلحة"، كما بث التلفزيون الرسمي إعلانا حث فيه الجيش مواطني بنغازي على عدم السماح لأبنائهم بالانضمام إلى الثوار الذين وصفهم ب"الإرهابيين". ومن طبرق شرق ليبيا، تمكن الثوار في المدينة الليلة قبل الماضية من السيطرة على سفينة شحن محمَّلة بالبنزين تابعة لنظام معمر القذافي كانت قادمة من اليونان في طريقها إلى ميناء الزاوية غرب طرابلس. وقد حول الثوار مسار السفينة التي تعود ملكيتها إلى هنيبعل نجل العقيد القذافي نحو طبرق بعد أن سيطروا عليها, كما قاموا بتغيير اسمها من (أنوار أفريقيا) إلى (17 فبراير). وأطلق الثوار اسم الشهيد علي الجابر مصور "الجزيرة" على عملية الاستيلاء على السفينة. وكانت كتائب القذافي قد أعلنت سيطرتها على مدينة البريقة بعد معارك عنيفة بالمدينة التي كان الثوار يسيطرون عليها منذ يومين، وأكدت في وقت سابق استعادة السيطرة على مدينة زوارة غربا بالقرب من الحدود التونسية إثر هجوم شبهه شاهد عيان ب"حرب إبادة". وأفاد شهود عيان بأن قوات القذافي قتلت عشرات المواطنين واعتقلت عشرات آخرين. كما حالت دون وصول المصابين إلى مستشفيات المدينة.