الإخوان يطالبون بحجز ممتلكات صالح في اليمن وفي الخارج في الوقت الذي تتوجه كل الأنظار نحو صنعاء، حيث ينتظر في أي لحظة أن يعلن الرئيس، عبد الله صالح، عن مغادرة السلطة بسبب الضغط المتزايد من قبل المحتجين والانقسامات في المؤسسة العسكرية، عاشت أمس المناطق الجنوبية على وقع انفلات أمني خطير، حيث استولى مسلحون على مراكز أمنية وقصر رئاسي في مدن بالجنوب. وذكرت تقارير إعلامية أن جماعات مسلحة مختلفة سيطرت، أمس، على مبان رئيسية في مدينة جعار بمحافظة أبين، معقل الجهاديين، دون مواجهة مع قوات الأمن. وحسب موقع ''نيوز يمن'' الإلكتروني نقلا عن شهود، فإن: ''مسلحين استولوا على مباني إدارات الأمن في المدينة وإذاعة أبين وجبل خنفر ومصنع 7 أكتوبر للذخائر، دون مواجهة مع قوات الأمن''، إلى جانب قصر للرئاسة. وذكرت مصادر أخرى للموقع الإخباري، بأن مواجهات اندلعت بين المسلحين وقوات الجيش من اللواء 111 المرابط في المنطقة، وقتل جندي في المدينة، وأنه شوهدت طائرة وهي تقصف أطراف المدينة. كما ذكرت تقارير إعلامية يمنية أن عددا من المعسكرات التابعة لقوات الأمن اليمنية بمحافظة شبوة جنوب البلاد، تعرضت كافة محتوياتها لعمليات نهب، عقب سيطرة المسلحين واللجان الشعبية على عدد من المديريات بالمحافظة، بعد انسحاب الأمن منها. وأشارت إلى أن مجموعة قبلية قامت باختطاف طاقم عسكري يتبع الأمن العام. كما أعلنت مصادر عسكرية يمنية عن مقتل سبعة جنود وجرح سبعة آخرين في هجوم استهدف دورية للجيش اليمني في محافظة مأرب شرقي العاصمة صنعاء، نفذه مسلحون يشتبه في أنهم من تنظيم القاعدة. وعلى الصعيد السياسي، أعلنت اللجان المنظمة للثوار في ساحة الحرية بصنعاء، رفضها القاطع لأي مبادرة لا تنص بشكل واضح على تنحي الرئيس صالح وتسليم السلطة لمجلس انتقالي لا صلة له بالنظام، مؤكدين على استمرار اعتصامهم السلمي حتى تحقيق كل مطالبهم وعدم الانجرار وراء ما يريده دعاة الفوضى والعنف، محذرين مما يخطط له النظام من انفلات أمني بالبلد لتحميل الثوار مسؤولية ذلك. وكان الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، أكد في مقابلة تلفزيونية مع قناة ''العربية''، أول أمس، استعداده للتنحي، لكنه قال إنه لن يسلم السلطة إلى المعارضة، محذرا من انقسام اليمن إلى ''أربعة أشطار''. وقال: ''قلنا ونؤكد مرة أخرى إننا لسنا متمسكين بالسلطة، وأنا قد أمضيت 32 سنة وهذه تجربة كبيرة جدا جدا أريد نقلها سلميا إلى الشعب وليس إلى الفوضى''. واعتبر صالح أن مغادرته السلطة ''ستؤدي بالبلد إلى المجهول''، مؤكدا أنه ''مسؤول عن أمن وسلامة البلاد''، وهو ''ملزم بالوصول بالبلد إلى شاطئ الأمان''. وأضاف: ''أتحداهم أتحداهم مرتين وثلاثا إن استطاعوا أن يحلوا مشكلة حتى لو رحل الرئيس بعد ساعتين''. واتهمت المعارضة صالح بنقض اتفاق تم التوصل إليه حول نقل السلطة. وقد أعرب قائد المنطقة الشمالية في الجيش اليمني، اللواء علي محسن الأحمر، عن تخوفه من استغلال الرئيس اليمني لتنظيم القاعدة الموجود في البلاد للتمسك بالسلطة. وقال في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية إنه ''حتى هذه اللحظة لا أتوقع أن القاعدة ستكسب أرضا جديدة، لكنني أتخوف بالفعل من استخدام الرئيس لها كورقة من الأوراق التي يحاول التلويح واللعب بها في حال إصراره على جر اليمن إلى مشاكل، وتمسكه بالسلطة باستخدام القوة ضد أبناء شعبه''. كما أكد أنه لا يريد منصب الرئاسة. من جانبها، طلبت جماعة الإخوان المسلمين في اليمن من النائب العام في البلاد، وكل دول العالم، لاسيما الاتحاد الأوروبي وأمريكا، التحفظ على الأرصدة والممتلكات الخاصة بالرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، وأفراد أسرته والمقربين منهم.