يجتمع المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني برئاسة عبد العزيز بلخادم، اليوم، حيث يتوقع طرح عدد من قضايا الساعة، على غرار الاستعداد للإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة، وتقييم عملية تنصيب المحافظات التي تتخللها احتجاجات بالجملة. اعتبر قاسة عيسى، عضو المكتب السياسي للأفالان، أن الاحتجاجات التي تشهدها عديد محافظات الحزب ''عادية'' في حزب كالأفالان. وقال إن قيادة الحزب تدرس الطعون الواردة إليها، دون أن يغفل وجود صراعات على مقربة من انتخابات العام المقبل. وقال عيسى ل'' الخبر'' أمس، إن ''الصراعات من طبيعة الأفالان''، في معرض تعليقه على الاحتجاجات الواردة من الولايات والخاصة بانتخاب المحافظين، وأشار إلى أن الغليان ''طبيعي، مادام مواطنون غير منخرطين في الحزب يبحثون عن حقهم في الأفالان''. وأقر المتحدث بصعوبة تنصيب المحافظات في ولايات تتحكم فيها النزعة العروشية، على غرار تبسة وخنشلة، لكنه ربط تنامي الاحتجاجات أكثر بالاستحقاقات المقبلة في سياق تدافع المناضلين لنيل مواقع، وقال بأنه تم الانتهاء من تنصيب 27 محافظة، وتبقى العملية جارية للانتهاء من تنصيب المحافظات، رغم التأخر الكبير في إنهاء العملية قياسا بالآجال التي حدّدتها قيادة الحزب، والتي تكون انتهت يوم 30 ديسمبر، على أن ''الاضطرابات التي حدثت في بلدان عربية ساهمت في تأخير العملية، بالإضافة إلى الصراعات التي تعرفها المحافظات''، مشيرا إلى أن بعضها غير شرعية عندما تقف على حالة تطالب فيها الأقلية بإبطال قرار الأغلبية، علاوة عن تسجيل إصرار مسؤولين قدامى البقاء في مناصبهم. وقد اعترض مناضلون بخنشلة تنصيب المحافظ الولائي، وطالبوا خلال اجتماعهم بمقر قسمة البلدية قيادة الحزب بالتدخل العاجل لإعادة الشرعية للقسمات، ودراسة العشرات من الطعون التي رفعت إليها ضد عملية تنصيب قسمات دون اللجوء إلى الجمعيات العامة والقانون التنظيمي للحزب، مشدّدين على ضرورة تجميد عملية تجديد هياكل المحافظة. وحذّر المجتمعون من تنصيب المحافظة دون الفصل في عشرات الطعون واعتماد الصندوق لانتخاب القسمات قبل تنصيب أمين المحافظة. وبالوادي، ندّد أنصار المحافظ المستقيل بما سموه ''توريث'' الحزب لعائلة عمار سعداني، واتهم هؤلاء في بيان لهم الصادق بوفطاية أنه جاء للوادي من أجل ''ضرب استقرار الحزب وشق صف المناضلين لتسهيل عملية توريث الحزب لصالح عائلة سعداني''، كما اتهموه بتزوير الانتخابات لتجديد مكتب المحافظة، بينما شهدت ولاية باتنة صباح أمس، مشادات بين رجال الشرطة والعشرات من أنصار حركة ''التقويم والتأصيل'' أمام المدخل الرئيسي للمقر السابق للحزب، أثناء محاولتهم اقتحام القاعة التي ستحتضن الجمعية العامة لانتخاب مكتب المحافظة. وقد أصيب أربعة أشخاص برضوض وكدمات، من بينهم ضابط شرطة تعرض لرش بحامض في عينه عقب محاولة أنصار حركة التقويم اقتحام بهو القاعة الرئيسية. وبولاية تبسة، احتج مناضلو الحزب على ما وصفوه بالطريقة الغامضة التي أدار بها المشرفون الذين أرسلهم الأمين العام للحزب للإشراف على الجمعية العامة لانتخاب المحافظة. كما اتهم المحتجون المنضوون تحت حركة التقويم والتأصيل للحزب المشرفون على الجمعية العامة للحزب بتبسة بالتواطؤ مع نائب في البرلمان ورجل أعمال، لعقد الجمعية العامة بشكل غير معلن، وبإقصاء كل إطارات الحزب بتبسة. ولم يختلف الوضع بسوق أهراس، حيث ندّد أمناء 20 قسمة في بيان لهم أمس، بالاجتماعات الموازية التي دعا إليها عضو اللجنة المركزية جلايلية الربيع، لتنظيم عملية اقتحام مقر المحافظة والإساءة إلى أعضاء مكتبها وتنحية المحافظ من على أمانة المحافظة بطرق غير نظامية. وببشار، انتهت عملية تجديد مكاتب ست قسمات، بينما تقرر إلغاء انتخابات تجديد مكتب قسمة الدبدابة، بعد أن اكتشف المشرفون ''خروقات فاضحة'' قام بها الجناح المناوئ للمحافظ. وتعيش ولاية سعيدة وضعا مماثلا، إذ ندّد أعضاء ''التقويم والتأصيل'' بما أسموه ''الإقصاء وعدم الالتزام بالقانون الداخلي في تنصيب القسمات''، وطالب هؤلاء بعقد ندوة وطنية قبل أي مؤتمر.