توفيت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، امرأتين تبلغان من العمر 24 و28 سنة في حريق مهول بمنزل بحي المرجى في اتجاه طريق الحدود التونسية بمدينة تبسة، كما تعرض 9 أشخاص آخرين من نفس العائلة لإصابات متفاوتة الخطورة بينهم طفل لا يتجاوز عمره 18 شهرا. حسب مصادر أمنية، فإن هذا الحريق نشب في ذات الموقع على خلفية استخدامه من طرف بعض الضحايا في تخزين المازوت والبنزين المعد للتهريب خارج الحدود، حيث أنه وبمجرد اندلاع الحريق تسببت ألسنة اللهب في تفحم جسدي مرأتين على الفور بالنظر إلى طبيعة المادة المتواجدة في دلاء بلاستيكية بمحيط المنزل، حيث تأجج الحريق وبدأ يأتي على كل ما هو موجود بالمنزل. وحسب مصادر مطلعة، فإن أول نداء موجه للحماية المدنية كان في حدود الساعة الثامنة والنصف ليلا والتحق عناصر وحدة المناوبة للقيام بواجبهم، غير أنهم تعرّضو ا لاعتداء عنيف من قبل بعض الأشخاص للحيلولة دون دخولهم إلى موقع الحريق واتهم بعضهم الحماية بالحضور المتأخر. وحول الوضعية قال مدير الحماية المدنية بتبسة، أن التحاق أعوان الحماية بالموقع كان في وقت قياسي من توقيت اندلاع الحريق. وتأسف للاعتداءات التي تعرّض لها عناصر الفرقة التي حضرت بكامل التجهيزات. مؤكدا أن عملية الإعتداء جاءت لتغطية بعض المعلومات التي تورّط بعض الأشخاص في تخزين مادة سريعة الالتهاب محظورة داخل منزل آهل بالسكان. وأضاف مصدر طبي أن 5 أشخاص من هذه العائلة، وصفت إصابتهم بحروق من الدرجة الثالثة، نقلوا إلى مصلحة طب الحروق بمستشفى إبن سينا بعنابة، فيما أبقي على 4 آخرين بالمؤسسة الإستشفائية العمومية الدكتور عالية صالح تحت المراقبة الطبية. وفور تلقيها لهذه المعلومة فتحت مصالح الأمن الحضري الرابع تحقيقا في الحادثة للوقوف على أسبابها وتحديد المسؤوليات. من جهتهم، عبّر العديد من السكان بأحياء مدينة تبسة وكبريات الولاية وبعض البلديات الحدودية عن تخوفهم من توسع فضاءات تخزين الوقود المعد للتهريب في أوساط التجمعات العمرانية، ما شكل قنابل موقوتة تهدد الأرواح البشرية. مطالبين المصالح الأمنية بكل أسلاكها بمداهمة هذه المواقع المشبوهة لأن الوضعية لا تحتم الإنتظار لوقوع مزيد من الحوادث المأساوية. وتحدّث بعض السكان بأحياء بعاصمة الولاية أنهم مهددون بالموت قتلا من قبل المهربين سواء بالحرائق أو الاعتداءات إذا تجرأوا على التبليغ على مستودعات تحولت إلى نقاط توزيع موازية. وكانت جريدة ''الخبر'' قد تعرضت في مقال منذ أيام قليلة إلى هذا الخطر النائم الذي سيأتي على الأخضر واليابس.