قال المؤرخ محمد رباح إن بشير حاج علي، السكرتير العام للحزب الشيوعي الجزائري، أشرف شخصيا على عملية ''شاحنة أسلحة هنري مايو''، التي شهدت تهريب كمية من الأسلحة من ثكنة خميس مليانة، وتسليمها للمجاهدين ببلكور وبينام، حيث كان ينشط فدائيون تابعون لكومندو محاربي الحرية الذي أنشأه الحزب الشيوعي الجزائري. تحيل المحاضرة التي ألقاها محمد رباح، أول أمس، بمكتبة الاجتهاد بالجزائر العاصمة، بمناسبة ذكرى عملية هنري مايو، التي جرت يوم 5 أفريل 1956، إلى الدور الذي لعبه الشيوعيون الجزائريون في مساندة جبهة التحرير الوطني ومدها بالفدائيين والأسلحة. وكان المرشح هنري مايو، قد هرّب شاحنة من طراز فورد محمّلة بمائة وثلاثة وعشرين رشاشا، ومائة وأربعين مسدّسا، إضافة إلى سبعة وخمسين بندقية، وكمية كبيرة من القنابل، من ثكنة مليانة باتجاه الجزائر العاصمة. وتحدث رباح عن رسالة وجّهها عبّان رمضان للوفد الخارجي بالقاهرة يوم 15 مارس 1956، بخصوص إمكانية إدماج الشيوعيين الجزائريين في الجبهة، بعد أن أبدوا استعدادهم لتوفير الأسلحة والمؤونة. وتحدث رباح في محاضرته عن الدور الذي لعبه بشير حاج علي، سكرتير الحزب الشيوعي الجزائري، ولقاءاته العديدة مع عبان رمضان، التي كانت تجري بحضور مستشاريه الصادق هجرس وبن يوسف بن خدة. موضحا أن عبان كان يعتمد على لخضر رباح (المدعو غزال)، وهو أحد رجاله المقربين لتكثيف اللقاءات مع هؤلاء الشيوعيين الراغبين في الالتحاق بالثورة. واستنادا إلى ما جاء في كتاب محمد تقية، أوضح رباح أن عبان رمضان أبدى استعداده لترقية هنري مايو بعد التحاقه بصفوف المجاهدين إلى رتبة ملازم أول وأرسله إلى الولاية الثالثة. مضيفا: ''أفضت اللقاءات بين عبان وبشير حاج علي إلى الإمضاء على اتفاقيات الأفلان الحزب الشيوعي في جوان .1956 وعليه اعترف الحزب الشيوعي الجزائري بجبهة التحرير كقوة وحيدة مسيرة للثورة''. وجاء في محاضرة محمد رباح، أن هنري مايو بعث بيانا لوسائل الإعلام، عقب نجاح عمليته، جاء فيه: ''كتب جول روا، منذ بضعة أشهر: ''لو كنت مسلما لالتحقت بالثورة إلى جانب ''الفلافة''، لست مسلما لكنني جزائري من أصل أوروبي. أعتبر أن الجزائر بلدي...''. وكان هنري مايو قد سقط في ميدان الشرف يوم 5 جوان 1956 بجبل دراقة بالناحية الغربية للشلف، رفقة موريس لبان، بلقاسم حنون وجيلالي موساوي.