أكد الكاتب والباحث في التاريخ، محمد رباح، يوم السبت بالجزائر العاصمة ان شاحنة السلاح التي هربها الشهيد اونري مايو في افريل 1956 و سلمها لجيش التحرير الوطني كانت "فرصة ثمينة" لمجاهدي الولاية الرابعة. وفي مداخلة له خلال لقاء نظم بمكتبة "الاجتهاد" خصص لكتابه "سبل و رجال" صدر سنة 2009 عن منشورات الف ورقة "ميل فوي" الذي يعد شهادة خصصت للولاية التاريخية الرابعة حيا السيد رباح شجاعة وبطولة مايو ضابط الصف الذي فر من الجيش الفرنسي و التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في منطقة الشلف. كما أشار إلى أن مساهمة اونري مايو في حرب التحرير الوطني ضد المحتل الفرنسي ترمز الى التزام جميع الجزائريين من اصل اوروبي الذين ماتوا من اجل استقلال الوطن مذكرا بموريس اودان و فرنان ايفتون قبل ان يصفهم ب"رجال استثنائيين". وتابع يقول ان عملية تهريب شاحنة السلاح التي تمت في 4 افريل 1956 على يد اونري مايو حينما كان مناضلا في الحزب الشيوعي الجزائري يعتبر عملا "وطنيا" ينبغي "ان يدرج في خانة البطولات الملحمية". وفي معرض تطرقه للعلاقة بين الحزب الشيوعي الجزائري و حزب جبهة التحرير الوطني ذكر السيد رباح بان الحزب الشيوعي الجزائري كان يعمل في السرية الى غاية سنة 1955 موضحا ان الاتصالات قبل هذا التاريخ بين الحزبين كانت "جد صعبة" و ذلك "لأسباب مختلفة". ودعا في هذا الصدد المؤرخين الى تعميق البحوث حول الفترة الممتدة بين نوفمبر 1954 و جوان 1955 و ذلك -حسبما قال- من اجل "تسليط الضوء على صفحات" من تاريخ الجزائر سيما فيما يتعلق بتعبئة الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي ردا على بيان 1 نوفمبر 1954. لما اتصل قادة الثورة بمناضلي احزاب وطنية اخرى لم يكن الحزب الشيوعي الجزائري مستثنى حيث التحق مناضلو هذا الحزب بجبهة التحرير الوطني و جيش التحرير الوطني بعد ان كانوا قد انشؤا منظمة محاربي التحرير التي "لم يتم تأسيسها لمنافسة جيش التحرير الوطني". ولد اونري مايو بالجزائرالعاصمة في اكتوبر 1928 و تابع دراسته الابتدائية في المدرسة العمومية بحي المدنية (كلو صالومبيي سابقا) قبل ان ينضم سنة 1943 الى الشبيبة الشيوعية بالجزائر العاصمة حيث لعب دورا طلائعيا في الحزب الشيوعي الجزائري. و في سنة 1947 تحصل على شهادة الدراسات التجارية بالمدرسة العليا للتجارة بالجزائر مع نضاله في منظمة الطلبة الجزائريين في تلك الفترة قبل ان يلتحق بالمدرسة العسكرية بشرشال حيث تحصل على رتبة مرشح. و ألتحق مايو سنة 1953 بصحيفة الجزائر الجمهورية الى جانب مناضلين شيوعيين اخرين. ويجذر التذكير ان اونري مايو قد قتل في 5 جوان 1956 في كمين نصب له من قبل عملاء للجيش الفرنسي (حركة) بقيادة بشاغة بوعلام في منطقة الكريمية (الشلف).