تأهل اتحاد الحراش إلى الدور النهائي لكأس الجزائر بعد انتظار دام 24 سنة، عقب فوزه المستحقّ في مباراة الدور نصف النهائي التي جمعته أمس، بوفاق سطيف بنتيجة ''3/2''، لتنطلق الأفراح من ملعب أول نوفمبر بالحراش قبل أن تتنقل إلى معاقل ''الصفراء'' في أجواء احتفالية رائعة. أمام مدرجات مكتظة لم تسع الأعداد الهائلة التي توافدت على الملعب، عرفت بداية اللقاء حذرا من الفريقين، قبل أن يتكرر سيناريو اللقاء السابق حيث تمكن مدافع الزوار ديس من هز شباك دوخة برأسية محكمة إثر فتحة من مترف على الجهة اليسرى ''د13''، مما جعل الهدوء يخيّم على المدرجات. لكن أشبال شارف لم يستسلموا وراحوا يضغطون قليلا على المنافس إلى أن جاءت الدقيقة ال23 التي عرفت عرقلة صانع ألعاب ''الصفراء'' بوعلام داخل منطقة العمليات من قبل ديس بعد تردد الحارس شاوشي في الخروج، فلم يتردد الحكم أمالو في إعلان ضربة الجزاء، وطرد اللاعب ديس، تولى تنفيذها بومشرة بنجاح. النقص العددي للوفاق أخلط أوراق المدرب الجديد الحاج منصور الذي اضطر إلى إعادة لاعب الوسط دلهوم إلى الوراء والاكتفاء بثلاثة لاعبين في الوسط، وهم لموشية، مترف وبوعزة. وزادت ثقة المحليين ما جعلهم قاب قوسين من إضافة هدف ثان عن طريق لدرع الذي انفرد بالحارس غير أن كرته مرت جانبية ''د30''. ومن جهته، كاد مهاجم الوفاق طراوري يضيف الهدف الثاني بعد خطأ من الحارس دوخة '' د 37''، ما جعله يفقد تركيزه ويتلقى هدفا يتحمّله عن طريق طراوري ''د42''. المرحلة الثانية كانت أغلبها لصالح ''الصفراء'' أمام تراجع لاعبي المنافس إلى الوراء باستثناء المهاجم طراوري، مما أتاح فرصة للاتحاد لتعديل النتيجة ''د61''، حين توغل البديل طواهري في منطقة العمليات ويمرر اتجاه لقرع الذي أخفق في التسجيل. هذه اللقطة زادت في ثقة هندو ورفاقه حيث تمكن بومشرة من التعديل بلقطة جميلة عقب مراوغة العيفاوي قبل قهر شاوشي في ال''د70''. هذا الهدف ألهب المدرجات، وزادت سيطرة الحراشيين بعد إرهاق العديد من لاعبي الوفاق، الذين استسلموا قبل ثلاث دقائق من النهاية حين انفلت بوعلام من دفاع المنافس إثر كرة تلقاها من لقرع ليقضي على شاوشي ورفاقه، ولينفجر الملعب وتحدث هستيريا كبيرة لدى الأنصار الذين كانوا ينتظرون التأهل للشروع في إقامة الأفراح الأولية قبل الرسمية في حال التتويج بالكأس يوم الفاتح ماي المقبل. أصداء حمل رئيس اتحاد الحراش، محمد العايب، على الأكتاف بعد نهاية اللقاء من قبل المقربين من الفريق، بمن فيهم دومي الذي كان أكبر معارض له منذ بداية الموسم، في حين هتف الأنصار باسمه طويلا، وهي إشارة واضحة لأولئك الذين يريدون إبعاده من منصبه. لتحفيز لاعبيها على قهر وفاق سطيف للمرة الثانية، واقتطاع تأشيرة التأهل إلى النهائي، قامت إدارة الاتحاد، أول أمس، بمنح اللاعبين علاوة الفوز على الوفاق في البطولة والمقدرة ب8 ملايين سنتيم. لم يسلم مدافع الوفاق ديس من شتائم ووعيد أنصار الاتحاد، بعد أن استفزهم بلقطة تشير إلى ذبحهم، عقب تسجيله الهدف الأول. ودفع ديس ثمن هذه اللقطة حيث أشهر الحكم أمالو البطاقة الصفراء في وجهه، قبل أن يتلقى الثانية في لقطة ضربة الجزاء ل''الصفراء''، ليحصل على إثرها على البطاقة الحمراء. حضر حوالي 50 مناصرا لوفاق سطيف، جلهم شباب مراهقون، تمّ وضعهم وراء السياج المحاذي للمنصة الشرفية تحت حراسة أمنية مشددة، وتكفل رجال الأمن بنقلهم، بعد نهاية المباراة، إلى محطة ركوب المسافرين عبر شاحنة الأمن. وقد عبّر هؤلاء المناصرون عن سخطهم تجاه اللاعب ديس، محمّلين إياه مسؤولية الخسارة. عند وصول وفد الوفاق إلى ملعب أول نوفمبر بالحراش، قوبل اللاعبون وبالأخص شاوشي ولموشية باستقبال سيئ من طرف أنصار الاتحاد الذين رشقوهم بكل المقذوفات، عندما كانوا يهمّون بالدخول إلى غرف تغيير الملابس، ما قد يكلف اتحاد الحراش عقوبة إضافية من قبل الرابطة، خاصة بعد أن أقدم رئيس الوفاق، حمّار، على تأكيد ما حدث للاعبيه لدى محافظ اللقاء بن سكران. لا يستبعد أن يتعرض الحارس شاوشي لعقوبة من قبل لجنة التأديب، بسبب تهجمه الفاضح على الحكام عند نهاية اللقاء، رغم محاولة رجال الأمن وبعض زملائه الحيلولة دون وصوله إلى الحكام. كما لم يكن تصرف لاعب الوسط لموشية مشرفا في نهاية اللقاء عندما توجه إلى الحكام للتهجم عليهم، رغم أن الأهداف الخمسة كانت شرعية، وطرد ديس كان مستحقا.