تتجه أنظار الجزائريين صوب بلاد المتادور، مترقبة المواجهة القادمة بين قطبي الكرة في إسبانيا ريال مدريد وأف سي برشلونة، في إطار نصف نهائي رابطة أبطال أوروبا، حيث الفرجة الكروية مضمونة بين لاعبي أفضل فريقين في العالم، بعد أقل من أسبوع عن تتويج أشبال مورينيو بكأس الملك أمام غريمه التقليدي برشلونة، في مباراة حبست الأنفاس لمدة 120 دقيقة. وفي الجزائر، كل شيء يجوز لمتابعة فنيات اللعب الجميل. مُشاهدة أحسن لاعبي العالم أربع مرات في 18 يوما فقط، مناسبة لا تتكرّر دائما لعشاق الكرة المستديرة. ولأن الاستمتاع بفنيات ميسي، نجم الفريق الكتالوني، أو رونالدو، صاحب الهدف الحاسم لريال مدريد في الكلاسيكو الإسباني قبل أقل من أسبوع، لا يكون إلا عبر القنوات المشفرة، دخل الجزائريون في رحلة بحث عن حلول بديلة، وهي لا تخلو من الطرفة في أحيان كثيرة. فإذا كان الكثير من عشاق المستديرة قد تمكنوا من اقتناء بطاقة قناة الجزيرة الرياضية المشفرة مقابل 11 ألف دينار للبطاقة الجديدة، و800 دينار بالنسبة لإعادة التعبئة، فالكثيرون عجزوا عن ذلك، وفضلوا حلولا أخرى غير متابعة المباراة في المقاهي. التشويش على جهاز فك الشفرة حرمهم من الكلاسيكو لجأ الكثير من الجزائريين قبيل مونديال جنوب إفريقيا إلى اقتناء جهاز ''فك شفرات القنوات المشفرة''، وهو صيني الصنع، لمتابعة المونديال الإفريقي، دون المرور على بطاقات الجزيرة الرياضية أو الباقة الفرنسية ''كنال بلوس''، إذ يمكّن الجهاز من فك شفرات القمرين الصناعيين ''أوتيل سات'' و''أتلانتيك بورد''، وضمن لهم متابعة مباريات المونديال وتتويج المتادور الإسباني، غير أن الجهاز ''السحري'' خيّب ظنهم في مواجهة إسبانية أخرى ينتظرها عشاق الكرة في العالم، إذ لم تفلح كل محاولات إعادة تشفير الجهاز، والتي تتم مقابل 100 دينار لليوم الواحد، حسب ما أكده لنا جمال، وهو أحد المختصين في تشفير أجهزة الاستقبال في حي القبة، إذ شدّد على أن التشويش على التقاط أجهزة ''القرصنة'' مستمر. لذلك، أصبحت عملية إعادة التشفير غير مضمونة، وحرمت الكثيرين من الكلاسيكو الإسباني. ورغم ذلك، لا يزال الإقبال كبيرا على محلات إعادة تشفير أجهزة الاستقبال. وفي ذات السياق، أكد لنا الكثير من أصحاب جهاز ''فك التشفير'' ممن تحدثنا إليهم، أنهم عانوا الأمرّين لمتابعة مباراة نهائي كأس الملك في إسبانيا، إذ توقفت الصورة لحظات فقط من بداية المواجهة بين أشبال مورينيو وغوارديولا، فما كان من هؤلاء إلا محاولة اللحاق بأطوار المقابلة في المقاهي، لكن كل المقاعد كانت محجوزة ساعة كاملة قبل بداية اللقاء. اقتنوا البطاقة شراكة فضيّعها قبيل نهائي كأس الملك وإذا كان إلياس قد فوّت بعض أطوار المباراة الأربعاء الماضي لكونه لم يقتن بطاقة الجزيرة الرياضية، فالأمر لم يكن كذلك بالنسبة لأربعة أصدقاء بنواحي حي العناصر، اقتنوا بطاقة الجزيرة الرياضية شراكة الصائفة الماضية، واتفقوا على متابعة المباريات المهمة معا كل مرة في بيت أحدهم. وكل شيء كان جاهزا لسهرة ممتعة في بيت صديقهم محمد يوم لقاء القمة بين الريال والبارصا، لكن غير المتوقع أن صديقهم الذي تابعوا في بيته لقاء العودة في البطولة الإسبانية بين الريال والبارصا ضيّع البطاقة في طريقه إلى البيت لحظات قبيل بداية المباراة، وتبيّن أنها سقطت من جيبه، مثلما أسقط مدافع ريال مدريد، سيرجيو راموس، كأس الملك من بين يديه، فكانت البطاقة من نصيب أحد المحظوظين. ولم يختلف حال عائلة بلوزدادية كثيرا عن حال محمد وأصدقائه، إذ تقاسم رب العائلة ثمن بطاقة الجزيرة الرياضية مع أبنائه، فقط لمتابعة مقابلات النادي الكتالوني والساحر ميسي، في مواجهة النادي الملكي، وفنيات رونالدو، وهم يلتقون في أربع مباريات في ظرف 18 يوما فقط. لكن غير المتوقع أن الإبن الأكبر اختار أن يتابع المقابلة رفقة أصدقائه للاستمتاع أكثر بالمباراة على شاشة بلازما كبيرة، وكانت مهمته تأمين البطاقة التي أخذها وأطفأ هاتفه النقال، تاركا أشقاءه على نار لمدة 120 دقيقة. ولا تفصلنا عن مباراة الإثارة إلا ثلاثة أيام، وهي كافية لعشاق الفنيات الإسبانية لإيجاد الحلول الكفيلة حتى يتابعوا مباراة رد الاعتبار بالنسبة للنادي الكتالوني، ولقاء التأكيد للنادي الملكي، في مواجهة نارية يحتضنها ملعب برنابيو، وتهب رياح الحمى المصاحبة لها على كافة أرجاء المعمورة.