تعرض السفير الفلسطينيبالجزائر، حسين عبد الخالق، منتصف نهار أمس، إلى اعتداء جسدي داخل مكتبه بمقر السفارة، على يد ثلاثة فلسطينيين، أصيب على إثره بجروح وكدمات لينقل مباشرة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية. وأفادت مصادر موثوقة ل''الخبر'' بأن الاعتداء خلف للسفير جروحا على مستوى الوجه، وقد وضعت له حوالي 10 غرز. وذكرت ذات المصادر أن المعتدين كان عددهم ثلاثة، استقبلهم السفير في مكتبه بعد أن طلبوا لقاءه كباقي الفلسطينيين، غير أن اللقاء تحول إلى اعتداء قبل أن يلوذوا بالفرار. وعن هوية الأشخاص الذين نفذوا الاعتداء، أكدت تقارير إعلامية فلسطينية أنهم تابعون لحركة ''فتح''، وقد فروا من قطاع غزة بعد الحسم العسكري لحركة حماس في القطاع سنة .2007 وذكرت مصادر ''الخبر'' بأنهم ينتمون إلى جهاز الأمن الوقائي الذي كان يتبع للقيادي في حركة ''فتح'' محمد دحلان. وأشار موقع ''الرسالة'' الإلكتروني القريب من حركة ''حماس''، خلال تناوله لخبر الاعتداء، إلى أن ''عددا كبيرا من عناصر حركة فتح والأجهزة الأمنية هربوا من القاهرة إلى الأراضي الجزائرية بعد الثورة المصرية، في ظل تخوفهم من أن تصلهم أيادي أهالي الضحايا الذين قتلوا على أيديهم قبل الحسم العسكري''. وعن الأسباب الكامنة وراء الاعتداء، أكد موقع ''شبكة الأخبار الفلسطينية''، نقلا عن مصادر بالجزائر، أن مرده قيام السفير، حسين عبد الخالق، بمراسلة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ''لقطع رواتب مجموعة من الفلسطينيين غير العاملين في السفارة ويتلقون رواتب منذ وصولهم إلى الجزائر'' بعد الحسم العسكري بغزة. غير أن مصادر ''الخبر'' أكدت أن السفير لا علاقة له بقضية الرواتب وليس من صلاحياته أن يطلب ذلك، بحكم أن رواتبهم تصلهم من قبل الجهاز الأمني الذي كانوا ينتسبون إليه. وقالت إن أسباب الاعتداء تبقى مجهولة إلى حد الآن. كما أكدت مصادر ل''الخبر'' أن سفير فلسطين في الجزائر سبق أن تعرض لاعتداء من قبل نفس الأشخاص في الإمارات حيث كان يعمل قنصلا، بعد خلاف حول الرواتب. كما رجحت نفس المصادر تسلل المجموعة المنتمية لجهاز دحلان إلى الجزائر من أجل الاقتصاص من السفير. من جانبها، طلبت السفارة الفلسطينية من أجهزة الأمن الجزائرية فتح تحقيق في القضية، خاصة أن هوية الفاعلين معروفة وقد تم تقييدها في السفارة خلال دخولهم لمقابلة السفير.