من المنتظر أن تحتضن قسنطينة، خلال الأيام القليلة القادمة، ولأول مرة في الجزائر، الجلسات العالمية في التعمير التي تشرف عليها الجمعية الدولية لترقية التعليم والبحث في التهيئة والتعمير، من أجل تقييم مستوى الجامعة الجزائرية في مجال التعمير. وسيتم تقييم الجزائر في مجال التعمير عقب الملتقى الدولي الذي سيقام يومي 5 و6 ماي المقبل من طرف الجمعية الدولية لترقية التعليم والبحث في التهيئة والتعمير، التي ستنظر في أمر جعل مخبر الهندسة والتعمير بجامعة قسنطينة عضوا دائما في الجمعية الدولية، من خلال مناقشة 6 محاور من طرف خبراء دوليين. وذكرت الأستاذة سامية بن عباس، مديرة مخبر الهندسة والتعمير بجامعة قسنطينة، خلال ندوة صحفية أقيمت أول أمس بمعهد الهندسة المعمارية بمجمّع زرزارة، أن الملتقى سيكون ذا أهمية كبيرة في هذا المجال، من خلال التطرق للنسيج التاريخي للعمران، المدن القديمة بأخذ عاصمة الشرق كنموذج، آليات جعل المدن قطبا اقتصاديا من خلال عصرنتها. الأستاذة بن عباس أكدت أن أغلبية المشاريع في الجزائر غير مجدية لغياب التأطير والمختصين، لأن الجزائر لم تعط قيمة لقطاع التعمير ولا لأهمية التسيير واستخدام التقنيات الحضارية، وليس لها سياسة أو برنامج في هذا المجال إلى جانب كونها تعاني من نقص الهياكل البيداغوجية في مجال التعمير. وأضافت أن معظم المشاريع القائمة في البلاد قد منحت للمهندسين رغم أنها ليست من اختصاصهم بل من اختصاص خبراء التعمير، مشيرة إلى أن فرنسا في هذا المجال تحوز 38 معهدا، بينما لا تملك الجزائر سوى معهد واحد افتتح في .2005 المتحدثة أشارت إلى قدم النصوص القانونية في هذا المجال، وعجز الجامعات عن تكوين إطارات في مجال التعمير لضعف البرامج البيداغوجية من جهة، وكون القطاع يسيّر من طرف المهندسين.