قال علي هارون إنه وبوبكر بلقايد، كانا وراء فكرة استقدام محمد بوضياف من منفاه بالمغرب، واتصلا بوزير الدفاع آنذاك -خالد نزار- لمعرفة رأيه في الاقتراح، فكان رده بالموافقة. وذكر عضو المجلس الأعلى للدولة سابقا، بأنه كان من الصعب آنذاك إيجاد شخصية وطنية تتحمل مسؤولية قيادة الدولة وهي في الحضيض، وتم اقتراح اسم سي الطيب الوطني بعد أن رفض رئيس المجلس الدستوري آنذاك، عبد المالك بن حبيلس تولي المنصب باعتبار العملية ''غير دستورية''، وتعذر إسناد المهمة إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني آنذاك عبد العزيز بلخادم، كون عهدة البرلمان قد انتهت، وهي الصيغ التي وضعتها للدراسة اللجنة الرباعية المشتركة، وتم اقتراح بوضياف رغم أن هناك من لم يكن متأكد من أن المعني سيقبل العرض، ومن بينهم الجنرال خالد نزار، وشكل سي الطيب الوطني الشخصية الوطنية الثورية والتاريخية التي راهن عليها في ''إنقاذ البلاد''. وقال علي هارون إنه كلف بالاتصال ببوضياف في منفاه بالمغرب، وباشر العملية من خلال نجله ناصر الذي كان يشتغل معه في وزارة حقوق الإنسان، ورتب موعدا سريا طار خلاله علي هارون إلى المغرب في رحلة عادية دون أن يعلم أحدا، وتحادث مع بوضياف في بيته، عارضا الوضعية الصعبة التي تمر بها البلاد، بعد أن اكتسح الفيس الدور الأول من الانتخابات التشريعية، وكان الرهان استباق تنظيم الدور الثاني مهما كلف الأمر ومن ثمة اتخاذ قرار عدم الذهاب إلى هذا الدور باعتبار أن ''ما هو آت أخطر''. ويتابع هارون يقول إنه رتب لمجيء بوضياف في زيارة غير رسمية للاطلاع على الوضع عن قرب، حيث جاء إلى الجزائر بعد يومين من لقاء المغرب والتقى أصدقاءه القدامى، ورفقاء الدرب خلال ثورة التحرير، كما تحادث مع خالد نزار، وبات ليلة وفي حقيبته لباس النوم فقط، وقبل امتطاء الطائرة في طريق العودة، التفت إلى هارون وقال له إن البلاد بحاجة إلى رجال لإنقاذها، الكلمة التي فهم منها أن بوضياف قبل المهمة. وبناء على ذلك رتب لقدوم رسمي لعضو مجموعة الخمسة الشهيرة، واستقبله بمطار الجزائر، خالد نزار. ويوضح عضو المجلس الأعلى سابقا، أن نزار ورئيس الحكومة آنذاك سيد أحمد غزالي، كما الجنرال تواتي لم يعرفوا بوضياف من قبل، فعندما طار إلى المغرب في منفى اختياري، كان هؤلاء الضباط برتب متوسطة في الجيش، ولم تتسن لهم الفرصة حتى مصافحته في يوم ما. ولم يخض علي هارون في تفاصيل اغتيال سي الطيب الوطني، يوم 29 جوان 1992 بعنابة، وقال إنه يحضّر لكتاب يتناول فيه بالتفصيل هذا الشق.