الحياء كلّه خير، والحياء لا يأتي إلاّ بخير، فمتى انقبضت نفسك عمّا تُذم عليه، وارتدعت عمّا تنزع إليه من القبائح، فاعلم أنك سوف تفعل الجميل تلو الجميل، وتترك القبيح تلو القبيح، وحياءٌ مثل هذا هو أصل العقل، وبذر الخير، وأعظمه أن تستحي من ربّك تبارك وتعالى بأن تمتثل أوامره وتجتنب نواهيه، فإنّك متى علمتَ بنظر الله إليك، وأنك بمرأى ومسمع منه، استحييت أن تتعرّض لمساخطه، قولاً وعملاً واعتقادًا. ومن الحياء المحمود، الحياء من الناس بترك المجاهرة بالقبيح أمامهم. ومن الحياء المحمود، الحياء بألا ترضى لنفسك بمراتب الدون. واحرص دائمًا على تذكّر الآثار الطيّبة للحياء، وطالع أخلاق الكُمَّل، واستحضر مراقبة الله تعالى، عندها سوف تمتلك الحياء، فتقترب من الكمال وتتباعد عن النقائص.