أظهر تقرير مفصل تسلمته وزارة الوزارة الموارد المائية مؤخرا بأن مشكلة تلوث مياه سد بوغرارة بالنفايات المغربية لا يزال مطروحا بحدة. وكشفت التحاليل على مدار 24 ساعة ولمدة أسبوع ارتفاعا معتبرا للنفايات المعدنية الثقيلة في مجرى وادي مويلح في ساعات متأخرة من الليل قادمة من مدينة وجدة المغربية التي تفتقد إلى محطة لمعاجلة النفايات. وكشف مصدر من الوكالة الوطنية للموارد المائية غرب، التي تكفلت بإعداد التقرير في أواخر أفريل بطلب من وزير القطاع، أن التحاليل والعينات المأخوذة في عدة نقاط على طول مجرى وادي مويلح بين مغنية والحدود المغربية، أثبتت بما لا يدع مجال للشك وجود نسبة مرتفعة من النفايات المعدنية الثقيلة الصناعية في مياه الوادي، والتي تساهم بدورها في تلويث سد بوغرارة. وسمحت التحاليل التي تناوب على أخذها فريقان تابعان للوكالة لأول مرة 24/24 ساعة وعلى مدار أسبوع كامل، بملاحظة ارتفاع معتبر في نسبة هذه النفايات في ساعات متأخرة من الليل، وهو ما تفسره مصادرنا بافتقاد مدينة وجدة المغربية إلى محطة لمعالجة النفايات الصناعية، وبالتالي يقومون بتفريغ نفاياتها في ساعات متأخرة من النهار لتفادي إثارة استياء السلطات الجزائرية التي اشتكت لمرات عديدة من هذه المشكلة في إطار العلاقات الثنائية أو الهيئات الدولية. وفي هذا الصدد، كشف ذات المصدر عن لقاء جمع الطرفين خلال ملتقى حول المياه السطحية بجنيف السويسرية، وقدم ممثل الدولة المغربية كعادته ''ضمانات بإيجاد حل للمشكلة وإنجاز محطة لمعالجة المياه المستعملة ونفايات مدينة وجدة المغربية، وهو التزام لم يتجسد على أرض الواقع منذ سنوات''. وبالنظر للتماطل المسجل من طرف السلطات المغربية، طلب معدو التقرير من وزارة الموارد المائية اتخاذ جملة من الإجراءات من الجانب الجزائري لوقف مشكلة تلوث مياه سد بوغرارة الذي يسجل نسبة تلوث كبيرة لمياهه على عمق 30 مترا، وهي مشكلة تتطلب حلولا جذرية قد تصل، حسب مصادرنا، إلى غاية تفريغ كلي لمخزون السد، لأن فتح الصنابير السفلية لتهوية السد لم تعد تنفع في القضاء على تلوث عمق السد. واقترح المختصون إنجاز محطة كبيرة للمعالجة مباشرة بمحاذاة الحدود المغربية، بعد المجهودات الكبيرة التي بذلتها الوزارة والسلطات المحلية للحد من نفايات مدينة مغنية.