تمكنت مصالح الدرك الوطني بولاية تلمسان نهاية الأسبوع الماضي من إحباط محاولة تهريب 29 قنطارا من النحاس و92 قنطارا من البطاريات المستعملة عبر الحدود المغربية. * * حجز 92 قنطارا من النفايات السامة و29 قنطارا من النحاس مهربة الى المغرب * * حيث توجه إلى ورشة بمدينة وجدة الحدودية مختصة في إسترجاع المعادن واستخراج مادة النحاس من البطاريات مما يشكل خطرا على سكان المدن الحدودية على خلفية رمي النفايات السامة في اليواد الذي أثبثت تقارير مديرية الري بوهران أنه يحمل موادا سامة. * وقائع هذه القضية تعود حسب المعلومات المتوفرة لدى "الشروق اليومي" إلى معلومات وردت إلى الفرقة الإقليمية للدرك بمرسى بن مهيدي التابعة لكتيبة الدرك بالغزوات حول مرور مركبات تحمل نفايات مهربة ليتم في حدود الساعة الثانية بعد منتصف ليلة الأربعاء ضبط شاحنتين من نوع سوناكوم مرقمتين بولاية وهران بالمكان المسمى "عنابرة" التابع لبلدية مسيردة فواقة على بعد حوالي 6 كم من الحدود المغربية ويكون المهربان قد حاولا استغلال الظلام لتمرير حمولتهما إلى مدينة وجدة وأسفرت عملية تفتيش الشاحنتين عن العثور على كمية هامة من مادة النحاس قدرتها مصادرنا ب29 قنطارا إضافة إلى 92 قنطارا من البطاريات المستعملة كانت مخبأة بإحكام أسفل دلاء بلاستيكية من الحجم الكبير لتضليل مصالح الأمن. * ويشتغل المحققون في القضية على تحديد هوية السائقين ومالكي الشاحنتين ولا يستبعد وجود شبكة مختصة في تهريب النحاس بالغرب الجزائري نحو المغرب، حيث توصلت تحقيقات أمنية سابقة إلى أن مهربي النفايات الحديدية والكوابل الهاتفية والكهربائية يقومون بتهريبه إلى مدينة وجدة المغربية، حيث يتم استخراج النحاس لإعادة تهريبه إلى فرنسا وأوروبا، خاصة وأن النحاس الجزائري يعد من أجود المعادن في العالم إضافة إلى لجوء المهربين إلى تهريب البطاريات المستعملة لاستخراج مادة النحاس والرصاص لإستخدامه في الصيانة وحتى الشعوذة. * وأثبثت التحقيقات الأمنية أنها تباع للدجالين الذين ينشطون في العديد من المدن المغربية، لكن الخطورة تكمن في رمي النفايات السامة من الورشة أكدت مصادر موثوقة ل"الشروق"، أن تحاليل أجريت على عينات من مياه واد المويلح بمغنية على الحدود الجزائرية المغربية، وعينات أخرى على مياه سد بوغرارة، الذي يعد أكبر سد بعد غليزان بالجهة الغربية للوطن، كشفت أنها ملوثة، وتتضمن مواد صناعية سامة وخطيرة، قد تؤدي إلى الشلل وحتى الموت، وأفادت مصادرنا، أن مصدر هذا التلوث مصدره مياه واد بونعيم الواقع في منطقة وجدة المغربية الذي يصب في واد المويلح بمغنية، ويستغله الفلاحون في سقي محاصيلهم، خاصة في هذه الفترة من الصيف التي يسجل فيها تراجع المياه، على خلفية أن أغلب حقول الفاكهة، خاصة البطيخ الأحمر والتفاح تقع على ضفاف هذا الواد، وسبق توقيف العديد من الفلاحين لقيامهم في وقت سابق بسقي محاصليهم. * وتفيد مصادرنا، أن مؤسسات صناعية مغربية، تقوم برمي نفايات مصانعها السامة في واد بونعيم الذي يصب مباشرة في واد مويلح ومنه إلى سد بوغرارة، مما يترتب عنه كارثة مع حلول الصيف، الوضع الخطير على الصحة العمومية، دفع مصالح الدرك للقيام بدوريات مراقبة للمستثمرات الفلاحية والحقول لمنع إستغلال مياه هذا الواد. * جدير بالذكر، أن مصالح المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية تلمسان حجزت 339 قنطار من النحاس و93.37 طنا من النفايات السامة خلال سنة 2007 كانت مهربة إلى المغرب مقابل 39 قنطارا خلال السداسي الأول من السنة الجارية.