أشار الخبير ومستشار سوناطراك السابق وأستاذ المعهد الجزائري للبترول، مراد برور، إلى أن أسعار الغاز بدأت تعرف نوعا من الارتفاع، ولكنها بعيدة عن مستواها السابق. مشيرا إلى أن حرب أسعار واردة بين أهم المصدّرين، بالنظر إلى الرغبة في الاستحواذ على حصص السوق في أوروبا. وأوضح برور في تصريح ل''الخبر'': ''أسعار الغاز تقدّر بحوالي 4 دولارات لمليون وحدة في السوق الحرة، وحوالي 10 دولارات بالنسبة للعقود. ولكن الطلب العالمي بدأ ينتعش، وسيتأكد سنتي 2012 و2013 بعد انتكاسة النووي وارتفاع الطلب لدى الدول الصاعدة. وعليه، فإن الأسواق تستبق الأحداث''.وأشار برور إلى أن ''فرنسا ستجدّد عددا من محطاتها النووية، ولكنها بحاجة لمزيد من الغاز. واستفاد سعر الغاز من ارتفاع سعر الفحم، كما أضحى احتياطي الغاز غير التقليدي الأمريكي أقل مما تم الإعلان عنه، فالاحتياطي الغازي العالمي يقدّر ب185 ألف مليار متر مكعب. ومع ذلك، فإن التحدي سيكون كبيرا مع تنافس بارز بين الدول المصدّرة. وبرّر برور ذلك بقرار روسيا بيع جزء من غازها في السوق الحرة، بينما تقوم قطر بالتموقع، حيث تريد أخذ حصة كبيرة من السوق الأوروبي، مع إنتاج 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المميع، وهي أول قدرة إنتاج دولية في هذا المجال. وعلى ضوء ذلك، أشار برور''لا أستبعد حقيقة حدوث حرب للأسعار في الغاز، مع تفاهم قطري روسي، فالجزائر لديها حصة ب12 بالمائة في السوق الأوروبية يتعيّن المحافظة عليها وهي محل اهتمام الكثير''. مضيفا أن ''قطر تضع نفسها كبديل للغاز الليبي المتوقف لتزويد أوروبا، وقد بدأت في الدخول بقوة في السوق الإسباني، في وقت لم يتجسد مشروع الربط بين فرنسا وإسبانيا لأنبوب الغاز الجزائري ميدغاز إلى الآن''.ولاحظ برور أن ''قطر قامت باستثمارات ضخمة في قطاع الغاز. وبالتالي، فإنها تسوق الغاز بثمن أقل من مستوى العقود. وعلى الجزائر أن تحافظ على موقعها وعلى سمعتها كمزوّد مضمون، في ظل تنافس كبير آت في السوق، وباحتياطات تظل بعيدة عن تلك المسجلة في الشرق الأوسط، حيث تمتلك الجزائر احتياطيا ب4700 مليار متر مكعب مقابل 76 ألف مليار متر مكعب للشرق الأوسط.