لم يستبعد الخبير الدولي والمستشار السابق لسوناطراك، الدكتور مراد برور، حدوث حرب أسعار في سوق الغاز بين أهم الفاعلين في السوق الدولية. لكنه شدد بالمقابل، على أن الجزائر تبقى من أضمن مموني السوق الأوروبي بالغاز. واعتبر الخبير الدولي، في تصريح ل''الخبر''، أن الجدل القائم بخصوص استغلال الغاز غير التقليدي على نطاق واسع في أوروبا، وبالتالي تعويض الغاز الطبيعي المستورد من عدد من البلدان منها الجزائر غير واقعي وغير معقول؛ فالتجربة الأمريكية غير قابلة للتطبيق في أوروبا.. فواشنطن نجحت في استغلال هذا الغاز بوسائل كبيرة وبالتنقيب على نطاق واسع، لأن القانون يسمح للكل بامتلاك الأرض بما فيها باطن الأرض عكس القوانين الأوروبية.. وبالتالي، فإن الولاياتالمتحدة نجحت في تخفيض تبعيتها للغاز الطبيعي، وقلصت وارداتها عكس أوروبا التي ستواصل وارداتها. وأشار برور أن الجزائر ظلت من أهم مموني أوروبا بالغاز، وتكسب مزايا؛ منها قربها من القارة وارتباطها بشبكة من الأنابيب. بينما دخلت دول منافسة جديدة السوق الغازي باستخدام ناقلات الغاز لبعدها عن أهم منطقة مستهلكة للغاز. مضيفا بأن روسيا تريد ضمان موقعها الريادي في السوق الأوروبي، ولكن أيضا ضمان حصة كبيرة في آسيا لا سيما مع الصين والهند. إلا أن الصين تتجه أيضا لضمان تزودها من إيران التي تنافس روسيا في تلك المناطق أو من دول آسيا الوسطى. ومن مظاهر حرب الأسعار المتوقعة، إقدام دول على تقديم تسهيلات في العقود الغازية طويلة ومتوسطة الأجل، في وقت كانت تطالب الجزائر بإعادة النظر في الأسعار. ولاحظ الخبير أن قدرات الجزائر تبقى معتبرة وإن عرفت نوعا من التراجع الظرفي، إلا أنه يتعين التركيز على تنويع مصادر الطاقة مثلا من خلال تطوير الطاقات المتجددة لاقتصاد إنتاج الغاز المقدر احتياطاته ب4700 مليار متر مكعب. كما أن هناك إمكانية لتجديد احتياطات حاسي الرمل وحاسي بركين وعين صالح وعين أم الناس. وبالتالي القدرة على ضمان حصص السوق الخارجي، فضلا على تلبية حاجيات السوق الداخلي. من جانب آخر، شدد الخبير الدولي على أهمية التقليل من اللجوء إلى الصناعات البتروكيميائية المستخدمة للغاز بكثرة، لكونها مكلفة جدا وموجهة للتصدير أساسا. كما أن منتجاتها معرّضة لتقلبات السوق الخارجي في وقت تستفيد من أسعار غاز تفضيلية. مشيرا بأن الهدف المعلن سابقا، أي تصدير 85 مليار متر مكعب سنويا، غير معقول وغير واقعي. أما عن وضعية بريتيش بتروليوم التي تطور أهم حقول الغاز الجزائرية، فقد أعاد الخبير التأكيد على حساسية وضعها، وأن سوناطراك يمكن أن تسترجع حصصها، ثم تقوم بإعادة بيعها وفقا لمصالحها لشريك تراه مناسبا. مضيفا، بأن وضعية الفرع الروسي ''تي ان كا'' حساس نوعا ما، نظرا لأن روسيا تبقى من بين أهم منافسي الجزائر في القطاع الغازي خاصة في السوق الأوروبي.