أسدلت محكمة جنايات تمنراست، نهاية الأسبوع، الستار على قضية المشعوذ المعروف ب''مولاي السلطان''، المتهم بالقتل العمدي والخطف وتكوين جمعية أشرار، هدفها النصب والاحتيال. وقررت المحكمة عقاب متهمين اثنين في القضية بالإعدام، فيما تراوحت الأحكام الخاصة ب10 متهمين آخرين بين 10 سنوات و9 أشهر. كشف التحقيق في قضية القتل التي اتهم فيها شخص يشتبه بأنه يمارس السحر في مدينة تمنراست، بأن المتهم الرئيسي كان يمارس طقوسا تكاد تتطابق مع ما يقوم به سحرة أدغال إفريقيا، حيث كان يجبر بعض الأشخاص على الرقص والطواف حول نار موقدة بنوع معين من الخشب الإفريقي في الصحراء، وكان يجلب بعض الأدوية الغريبة لمرضاه. وقد أدانت محكمة جنايات مجلس قضاء تمنراست المدعو ''مولاي السلطان''، بتهم القتل من الدرجة الأولى والاختطاف وعقابه بالإعدام في قضية قتل واختطاف فتاة قاصر. وكانت مصالح الأمن قد اكتشفت، بمحض الصدفة، جثة مرمية لرجل مقتول في مكان يبعد عن مدينة تمنراست ب7 كلم. وبعد التحقيق والتحري وجهت مصالح الأمن تهم القتل العمدي والاختطاف والتعذيب للمشتبه فيه الرئيسي ''مولاي السلطان''، الذي شوهد في موقع قريب من مكان الجثة قبل أيام من اكتشافها. وخلال التحقيق معه وتفتيش بيته، ذهل المحققون عندما اكتشفوا بأن المشتبه فيه يحتفظ في بيته بفتاة لا يتعدى سنها 20 عاما، كانت في حالة يرثى لها، وتبين بأن المتهم خطفها منذ عدة سنوات ثم أجبرها على الإقامة في بيته كخادمة طيلة هذه المدة. وكشف الاستماع للضحية التي كانت تعاني من أمراض عصبية ونفسية خطيرة ناتجة عن عملية الخطف، بأن المتهم كان يمارس طقوسا غريبة إفريقية خلال النوم واللباس والأكل. وبعد مدة من المتابعة والتحريات وجهت مصالح الأمن، بصفة رسمية، تهم القتل والخطف وأحالت المتهم على وكيل الجمهورية لدى المحكمة. وحسب مواطنين من تمنراست، فإن أحدا لم يكن يصدق ما حدث، كون المتهم كان حتى وقت قريب يوصف بأنه أهم مشعوذ في الجنوب وربما في الجزائر، حيث كان بارعا في ممارسة ''الفريفري'' أو السحر الإفريقي، لدرجة أن شهرته تجاوزت الحدود الجزائرية، وكان مقصدا للآلاف من الأشخاص. وكشف التحقيق الذي استمر لعدة أشهر بأن المشعوذ كان يتناول طعاما خاصا جدا من لحوم بعض الحيوانات البرية، مثل الشمبانزي الإفريقي ومخ بعض أنواع الطيور البرية. وكان يصف لبعض المرضى وصفات غريبة تصل حد نصحهم بأكل لحوم البشر. ويثير السقوط المروع للمدعو ''سيدي مولاي السلطان'' عدة أسئلة، حيث تشير بعض المصادر إلى أن زبائنه كانوا من الشخصيات النافذة جدا ومن كبار رجال الأعمال من الجزائر العاصمة ووهران ومن الخارج، لدرجة أن بعض كبار المسؤولين كانوا يتمنون مجرد الجلوس معه. وكشف شهود عيان من جيران المتهم بأن بعض الزبائن قدموا لزيارته من فرنسا ومن الخليج العربي، وكانت أتعابه مقابل علاج مريض أو القيام بالسحر لصالحه تصل إلى 200 مليون سنتيم.