انتهت أغلب جرائم الخطف التي ينفّذها مهربون بجرائم قتل بشعة. وكشفت محاكمة متهمين في قضايا تتعلق بالتهريب في الجنوب، عن عمليات خطف مثيرة ومرعبة تعرض لها أشخاص على صلة بتجارة التهريب أو أقاربهم. اكتشف فلاحون بالصدفة قرب بئر جنوبي المنيعة، جثة بلا رأس ولا يدين، وبعد تحريات طويلة للدرك الوطني تم التعرف على صاحب الجثة بفضل بقايا ملابس وساعة يد عثر عليها ''قصاصو أثر'' على بعد 2000 متر. وتبيّن بأن صاحب الجثة، شخص تم خطفه من إحدى ضواحي مدينة تيميمون من قبل مهربين انتقموا منه بعد أن أبلغ عنهم. وقد نقل الضحية، حسب أقوال الشهود وأقاربه في البلاغ الموجود لدى الدرك الوطني، بسيارة رباعية الدفع على مسافة 350 كلم من تيميمون إلى المنيعة، أين نكّل الخاطفون بجثته ثم قطعوا رأسه ويديه لمنع التعرف على جثته. وإلى اليوم لم يعثر أحد على الرأس واليدين ولم توجّه التهمة في هذه الجريمة إلى أي أحد. وكان تقرير الطبيب الشرعي قد أكد بأن سبب الوفاة هو نزيف نتج عن عملية ذبح على مستوى الرقبة، وقد عثر عمال نظافة بعد عدة أشهر في المنيعة على جمجمة في حالة متقدمة من التحلل داخل مجرى مائي. وفي غرداية نظرت محكمة الجنايات في قضية اختطاف انتهت بجريمة بشعة كذلك، حيث قطعت أوردة يدي شاب من متليلي لم يتجاوز سنه 30 سنة وبقرت بطنه وألقيت جثته في المنطقة الصناعية بغرداية على مسافة 30 كلم. وقد أدانت محكمة جنايات غرداية الجناة وكانوا 4 بأحكام تراوحت بين السجن 20 سنة والمؤبد. تقضي 8 سنوات في خدمة خاطفها وفي تمنراست قضت فتاة أكثر من 8 سنوات في خدمة خاطفها الذي ينتظر المحاكمة في عدة تهم جنائية، منها القتل. وكانت الضحية ''م.ك'' قد خطفت وهي في سن الخامسة ومكثت أكثر من 8 سنوات في خدمة خاطفها المتهم بالقتل والشعوذة. وكانت الضحية تخدم الخاطف في بيته إلى أن أوقف من قبل الدرك في قضية قتل، كما نقل الضحية ''عامر.ش'' بعد خطفه في بلدة آبلسه في تمنراست عام 2002 على مسافة 1400 كلم أين وضع في كوخ بقرية قريبة من بلدة ''إين غال'' شمال النيجر ومكث عامر هناك تحت رحمة خاطفيه 10 أشهر تقريبا وأفرج عنه بعد وساطة شيخ إحدى القبائل المحلية المعروفة. ويواجه المتهمون الثلاثة في هذه القضية ومنهم رعية نيجيري، تهم السرقة الموصوفة والضرب والجرح العمدي والتهريب وحيازة سلاح حربي. يطلبون 500 مليون للإفراج عن الضحية وفي غرداية، تقدّم شخص يدعى ''ع.ع'' إلى الشرطة القضائية بأمن ولاية غرداية بشكوى، مفادها أن مرافقه المدعو ''ق.ع'' اختطف من طرف شخصين في منطقة بوهراوة بغرداية. وتفيد الوثائق المتعلقة بالقضية أن أقارب الضحية اشتبكوا مع المتهمين ساعات بعد إبلاغهم بخطفه، ثم تدخلت الشرطة في الاشتباك. وبعد 14 يوما من اختفاء ''ق.ع'' ظهر الضحية من جديد وأدلى بأقواله للشرطة القضائية بغرداية. وقال في محضر سماع بأمن ولاية غرداية بأنه اختطف وتم تعذيبه ونقل إلى بلدة تاسفاوت بولاية أدرار، ثم أخلي سبيله بعد دفع فدية بقيمة 70 مليون وسيارة من نوع مرسيدس. ولم تتحرك الدعوى العمومية في الموضوع رغم وجود محاضر سماع للضحية والشاهد إلا بعد عام وشهرين من إيداع الشكوى لدى مصالح الأمن، عندما قرر وكيل الجمهورية لدى محكمة غرداية فتح تحقيق قضائي باتهام 7 أشخاص بارتكاب جناية تكوين جمعية أشرار غرضها ارتكاب جناية خطف شخص بالعنف بدافع تسديد فدية، وبعد أن استمع قاضي التحقيق لدى محكمة غرداية للمتهمين ولعدد من الشهود والضحية حول ملف القضية إلى محكمة الجنايات عن طريق غرفة الاتهام.