حذّر رئيس جمعية الراشدية للعيساوة بقسنطينة، الأستاذ عزوز بوعبيد في حديثه ل''الخبر''، من اندثار الفن العيساوي بقسنطينة، بعد اعتماد العديد من الفرق والمشايخ على الطابع التونسي وإهمال القصائد القسنطينة، ما يهدّد بضياع هذا الإرث الكبير، الذي خلّفه مشايخ الطريقة عبر العصور والسنوات. وكشف الأستاذ بوعبيد، أن النّوع التونسي من العيساوة، يختلف أساسا عن الطريقة العيساوية القسنطينية، التي تعتمد على القصائد في المدح والصلاة والسّلام على النبي، إضافة إلى الأذكار، وقد تخرّج من هذه المدرسة كل شيوخ المالوف في قسنطينة. وحسب المتحدث استنبط الشيوخ جل قصائد المالوف من قصائد العيساوة، حيث كانت العديد من الجمعيات العيساوية المغربية والتونسية، والعشرات من الجمعيات الجزائرية تحج إلى قسنطينة للاستفادة من القصائد، إلا أن الواقع اليوم دفع بالعديد من الجمعيات اللاهثة وراء العمل التجاري، للاعتماد على العيساوة التونسية وتقليدها، والتي تختلف تماما عن العيساوة القسنطينة، إلا أنهم يحاولون ترويجها على أنها قسنطينية. من جهة أخرى، نفى محدثنا أن تكون الطريقة العيساوية تقدّس الأولياء الصالحين، قائلا ''نحن لا نقدّس الأولياء الصالحين، ولسنا مشعوذين، نحن نذكر الله، ونصلي على الرسول الكريم، وندعوا الله بمختلف الأدعية، لنا ولوالدينا وأوليائنا الصالحين والصالحات، كما أننا نفتخر بهؤلاء الأولياء، ونذكر بخصالهم وأعمالهم لا غير''.