أكد ناشطون سوريون، أمس، أن التطورات المسجلة في سوريا لا توحي بأن الأمور تتجه نحو الانفراج، بل نحو التأزم أكثر، حيث تحدث هؤلاء عن سقوط أربعة قتلى بقرية الرامي القريبة من الحدود التركية وعدد آخر غير محدد من الجرحى في القرية المذكورة وقرى أخرى. وحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، فإن عشرات الدبابات والمدرعات اقتحمت قرية الرامي في محافظة ادلب. من جهته أكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، السيد رامي عبد الرحمن، لذات الوكالة، أن قوات عسكرية سورية أخرى اقتحمت قرية ارم الجوز المجاورة للقرية الأولى، وسط إطلاق مكثف للرصاص وقنابل مسيلة للدموع، وهو ما يعني أن خيار قمع الحركة الاحتجاجية هو الخيار الوحيد الذي ستتعامل به السلطة من المناوئين لها. في هذه الأثناء تواصلت المظاهرات الليلية في مناطق متفرقة من المدن السورية، ومنها حماة ودمشق التي طالب المتظاهرون بها بإسقاط النظام، كما خرج متظاهرون آخرون في مدينة اللاذقية وفي ريف درعا رافعين نفس المطلب، وكذلك كان الأمر في دير الزور والبوكمال، كما سجلت مظاهرات مماثلة في منطقتي الغوطة والإنشاءات بحمص. كما نقلت وكالة ''رويترز'' للأنباء عن أحد سكان قرية كنصفرة في منطقة جبل الزاوية أن أصوات انفجارات قوية سمعت على بعد 20 كيلومترا إلى الشمال من قريتي راما وأورم الجوز. واعتبر رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان، عمار القربي، أن هذا القصف هو تحضير لاقتحام منطقة جبل الزاوية التي تضم عدة قرى. هذه التطورات تزامنت مع تصريح الناطق الرسمي باسم الخارجية البريطانية الذي أورده الموقع الإلكتروني للوزارة والذي جاء فيه أنه تم استدعاء السفير السوري في لندن، لإبلاغه قلقا بريطانيا مما يقال عن تعرض معارضين سوريين مقيمين ببريطانيا لتهديدات، وحسب ذات الموقع فقد عبّر الناطق الرسمي عن قلق الحكومة البريطانية مما نشرته العديد من المواقع الإعلامية عن استخدام دبلوماسي بالسفارة السورية في لندن لأساليب الترهيب ضد السوريين المقيمين في لندن. وجاء هذا الموقف بعد اتهام مغتربين سوريين لعاملين في سفارة بلادهم بلندن بتهديدهم بإرسال صورهم وهم يتظاهرون ضد النظام إلى عائلاتهم في سوريا كوسيلة للضغط عليهم. وكانت صحيفة ''الجارديان'' قد أفادت بأن المعارضين السوريين في لندن الذين يشاركون في الحركة الاحتجاجية ''تعرضوا للترهيب من قبل عملاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد''.