أقدم العشرات من سكان بشارة، جعونة وأولاد شعيب، صبيحة أول أمس، على اقتحام مقر بلدية المعاضيد حوالي 30 كيلومترا عن ولاية المسيلة، وقاموا بتخريب وتحطيم عدد من المكاتب، تعبيرا عن رفضهم لما وصفوها بقوائم العار التي عادت هذه المرة على أنقاض حصة ب300 مسكن ريفي من بينها 50 ذات طابع اجتماعي لم يجد فيها العشرات من ذوي الحاجة منهم موقع قدم لهم داخلها. لم يجد العشرات من سكان قرى ومداشر بلدية المعاضيد، الذين طال انتظارهم للاستفادة من حصة السكن الريفي المقدرة ب270 مسكن، من وسيلة للتعبير عن غضبهم من عدم إدراجهم في قوائم المستفيدين، سوى الانتقال للتضامن مع غيرهم من سكان التجمعات السكانية المذكورة ومن ثم التوجه صوب مقر البلدية، حيث اقتحموا هذا الأخير وعاثوا خرابا في أجزاء منه. وتشير مصادر ''الخبر'' إلى أن النقطة التي أفاضت كأس الاحتجاجات بهذه البلدية، سببها الرئيسي عودة بعض الممارسات القديمة وتكريس فعل ''أضرب واهرب'' الذي ما فتأ ينتهجه بعض المنتخبين والمسؤولين لعدة سنوات، كلما تعلق الأمر بالإعلان عن قوائم الاستفادة من السكن، وهو الفعل الذي في الغالب ما يستعمله هؤلاء لتفادي رد الفعل من قبل مواطنيهم، من خلال اختيار التوقيت المناسب للإفراج عن القوائم المذكورة أو خروج المسؤولين الذي يقع تحت سلطتهم عبء الرد على استفسارات الكثير منهم حول أسباب الإقصاء وغيرها ومحاولة التقليل من فورة الغضب الأولى، وهو ما شهدته بلدية المعاضيد أول أمس، حيث تم تعليق قوائم المستفيدين في ساعة متأخرة من مساء يوم الأربعاء وتزامن ذلك مباشرة مع شيوع خبر خروج ''المير'' في عطلة سنوية، أمر لم يهضمه المقصون، تضيف مصادر ''الخبر''، وهو ما أدى بهم إلى اقتحام مقر البلدية. وما زاد الطين بلة هو محاولة التعتيم التي طالت القوائم، حيث أفاد شهود عيان بأن هذه الأخيرة لم تصمد إلا دقائق قليلة على لوح الإعلانات، قبل أن يتم تمزيقها من قبل عدد من المحظوظين بغية تعقيد المهمة على الطاعنين. والجدير بالذكر، أن رئيس دائرة أولاد دراج كان استمع، أمس، إلى انشغالات المحتجين لإقناعهم بضرورة اتباع طرق الطعن القانونية، بالإشارة إلى ما تضمنته القوائم وما وصفوه بعودة مفردات الحظوة وذوي القربى، وأصحاب النفوذ، وغيرها في التربع على البرامج الموجهة للفقراء وأصحاب الدخل المحدود، ولاسيما في بلدية كالمعاضيد التي أنهكتها سنوات الإرهاب وزادت على البقية الباقية فيها أزمنة الفقر والتخلف.