أقدم أكثر من 400 شاب ليلة أمس الأول على تطويق حي 138 مسكن الواقع بحي إشبيليا وسط مدينة المسيلة، وإضرام النيران في عدد من الشقق المشبوهة بممارسة الفسق والدعارة. شوهدت سيارة الإسعاف التابعة للحماية المدنية تتنقل ذهابا وإيابا ولم تتوقف في المسافة الفاصلة بين الحي والمستشفى لنقل الجيران القريبين من محيط هذه الشقق، خاصة منهم الأطفال والنساء، الذين أصيبوا بحالات إغماء وضيق في التنفس جراء ألسنة اللهب. تفاصيل هذا الغضب الذي يعد الثاني بعد الذي سبقه ليلة الجمعة إلى السبت الماضيين، بدأت بتجمهر عدد كبير من شباب الحي المذكور أمام محيط العمارة التي توجد بها إحدى الشقق المشبوهة، قبل أن يقوموا برشقها بالحجارة مطالبين صاحبتها بإخلاء المكان فورا، وهو الأمر الذي لم تنصع له هذه الأخيرة، الأمر الذي استدعى من هؤلاء تصعيد لهجتهم، وتمكنوا من اقتحام الشقة المذكورة وتخريب أجزاء من محتوياتها. وذكر شهود العيان أن الأمور كادت أن تعرف منحى خطيرا لولا مغادرة المرأة المغضوب عليها للشقة تحت الإكراه رفقة أفراد من أسرتها إلى وجهة أخرى، قبل أن يعيدوا الكرة ليلة أول أمس بإضرام النيران داخل شقتين تعود إحداها لامرأة كانت اكترتها حديثا لاستغلالها في ممارسة الفسق. وقد لوحظ ليلة أول أمس غياب لمصالح الأمن، ما عدا مصالح الحماية المدنية التي تدخلت لإجلاء المصابين بحالات الإغماء باتجاه المستشفى، ومحاولة إطفاء ألسنة اللهب التي كانت تهدد باتساع رقعتها إلى سكان العمارة ككل، والذين تمكن عدد من الشباب من إخراجهم من داخل هذه الأخيرة مخافة وقع أي انفجار في أي لحظة. وحسب عدد من السكان، فإن هذه الشقق كانت محل العشرات من الشكاوى والمراسلات التي بلغت إلى السلطات المحلية بغية التدخل لتنظيف الحي، إلا أن هذه الشكاوى أبقت دار لقمان على حالها.