صرح مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية بأن حكومات موريتانيا والنيجر ومالي تطلب مساعدة تقنية ودعما بالعتاد في إطار الحرب التي تخوضها ضد تنظيم ''القاعدة'' في الساحل. وقال إن التعاون الجهوي بين دول الساحل لمكافحة الإرهاب ''يتعزز يوما بعد يوم ونحن نسانده بفعالية''. في نفس الوقت، عبر رئيس النيجر عن خوفه من ''النتائج الكارثية'' للأزمة الليبية على بلده. وذكر أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الفرنسية، في إطار ندوة صحفية نشر مضمونها أمس بموقع الوزارة، أن التعاون مع دول منطقة الساحل في إطار محاربة الإرهاب ''وثيق جدا سواء على المستوى الثنائي أو مع الاتحاد الأوروبي''. وسئل حول ''هياكل'' أقامتها فرنسا مع حكومة النيجر، لتنسيق الجهود في هذا الميدان، فقال ''لا أعطيكم تفاصيل حول هذه الهياكل''. مشيرا إلى دعم دول المنطقة في حربها ضد الإرهاب، الذي اعتبر سكان المنطقة من أول ضحاياه. وقال نفس المسؤول إن فرنسا ''تشجع التعاون بين هذه الدول التي تريد أن تتكفل بنفسها بمحاربة الإرهاب''. ويبلغ عدد الفرنسيين المقيمين بالنيجر 1500 حسب المسؤول الذي قال بأن وزير التعاون في الحكومة الفرنسية، هنري رينكور، استقبل أول أمس، محمد بوعزوم وزير الدولة ووزير خارجية النيجر. وبحث الوزيران التعاون بين باريس ونيامي فيما يخص دعم التنمية في النيجر والتعاون في مجال الأمن والدفاع. وبحثا أيضا الأزمة في ليبيا وتداعياتها على الصعيد الجهوي. وتفيد معطيات نشرها وزارة الخارجية الفرنسية بأن المساعدة المادية التي تقدمها فرنسا للنيجر لدعم قدراتها الأمنية والدفاعية بلغت 4,1 مليون أورو في .2011 وهي ميزانية استثنائية، حسب الفرنسيين، موجهة لتعزيز قدرات النيجر في حماية سيادته على أرضه ضد تهديدات الإرهاب. وتعد فرنسا ثاني ممول للنيجر بعد الاتحاد الأوروبي، والأول على المستوى الثنائي. وبلغت قيمة المساعدة الفرنسية 61 مليون أورو في .2009 في نفس السياق، قال الرئيس الجديد للنيجر محمادو ايسوفو بأن للأزمة الليبية ''نتائج كارثية'' على النيجر بسبب الأسلحة التي وقعت بين أيدي عناصر تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ''مصادر أمنية نيجرية''، أن عملية رصد شحنة من السلاح، منتصف جوان الماضي، محمولة من ليبيا وموجهة إلى معاقل القاعدة، ''خلفت صدمة''. وقال ضابط بمركز قيادة عسكري قرب الحدود مع ليبيا، إن ''شبح القاعدة يخيم أكثر من أي وقت مضي''. مشيرا إلى أن الجيش يوجد في حالة استنفار قصوى، بسبب التداول المكثف للسلاح الليبي. وحذّر محمد اناكو قيادي بحركة التوارق المتمردة سابقا، من الخطر المزدوج لحركة السلاح الليبي بالمنطقة وتهديدات القاعدة ''مما يعطي فرصة للعصابات لكي تعود بقوة في الشمال والشرق''، وهي مناطق تنتشر فيها مناجم اليورانيوم ومشاريع التنقيب عن البترول.