أعلن المدير العام للوكالة الوطنية للترددات، شريف جداي، أن الجزائر على وشك إيداع شكوى ضد إسبانيا، إثر تشويش صادر عن هذه الدولة على الحصة الجزائرية من ترددات ''راديو أف أم'' والمسجل خصوصا على الشريط الساحلي الغربي. كشف شريف جداي خلال ندوة صحفية نظمت أمس حول الاجتماع الإفريقي لتحضير المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية، أن وكالته تلقت شكاوى من طرف بعض الهيئات والمؤسسات الوطنية المستعملة لترددات ''راديو أف أم'' مفادها أن تشويشا صادرا عن إسبانيا يمنع استغلال حق حصة الجزائر من تلك الترددات المتفق عليها في إطار المؤتمرات للاتحاد الدولي للاتصالات المنظمة كل ثلاث أو أربع سنوات. وقال المتحدث إن الوكالة تحققت فعليا من هذا التشويش المتمثل في تداخل موجات تصدرها إسبانيا في ترددات الراديو أف أم، في شكل برامج إذاعية إسبانية. ومن المرجح أن الإسبانيين يصدرون ترددات قوية وأكبر من المسموح به، وهو ما أحدث تداخلها مع الحصة الجزائرية، حسب تقدير المتحدث الذي أكد على نية رفع الشكوى لدى الاتحاد الدولي للاتصالات، مع مراسلة السلطات الوصية الإسبانية للحد من اختراق الحق الجزائري. وحسب توقع المتحدث، فإن السلطات الإسبانية ملزمة بالتحقيق في الجهة التي تصدر هذه الترددات والامتثال للقوانين والمعاهدات الدولية الخاصة بالاتصالات ومن الطبيعي، حسب رأي المسؤول، أن تسترد الجزائر حقوقها وأن أي تعنت إسباني في ارتكاب هذه التجاوزات سيفتح المجال إلى الفوضى، كإصدار الجزائر ترددات أقوى لمواجهة الموجات القادمة من الدولة الإسبانية ذاتها. وقد ذكر المتحدث أن مسألة التشويش، تعد من النقاط المهمة في المؤتمرات العالمية للاتصالات الراديوية، حيث تأخذ حيزا كبيرا في النقاش للحد من ظاهرة التشويش والتداخل في استعمال الحصص من مختلف الترددات، منها ما يتعلق بترددات عبر الأقمار الاصطناعية مثل التشويش الذي تعرضت له القناة الفضائية القطرية ''الجزيرة'' خلال مونديال 2010 أو التشويش الذي يضرب الملاحة البحرية، مثل القرصنة الواقعة في بعض مناطق العالم مثل الصومال أو تشويش ترددات ''راديو أف أم'' الذي تعاني منه المناطق الساحلية في الجزائر، الممكن ملاحظته بسهولة عند متابعة قنوات إذاعية جزائرية تعاني من تشويش تصدره برامج إذاعية إسبانية.