تسبب انقطاع التيار الكهربائي، خلال الفترة الأخيرة بمعظم مناطق الوطن، في حدوث أزمة خبز، بسبب توقف عدد كبير من المخابز عن العمل، ما أدى إلى تشكيل طوابير لمواطنين قطعوا عدة كيلومترات للظفر بهذه المادة الضرورية. عاد سيناريو انقطاع التيار الكهربائي ليثير سخط الخبازين والمواطنين على حد سواء، فالخباز يكلفه الانقطاع خسائر بالجملة، خاصة أنه لا يعرف توقيت الانقطاع، ما يجعله يحضر عجينة الخبز، إلى أن يتفاجأ بانقطاع التيار الذي يستمر لساعات طويلة في معظم الأحيان، ما يجعل العجينة بعدها غير صالحة للاستهلاك، وهو ما تحدث عنه عدد من الخبازين بالعاصمة والأغواط وجيجل، حيث أجمعوا على أن عودة الانقطاعات تثير مخاوفهم نظرا للخسائر الفادحة التي تلحق بهم، بالإضافة إلى تزايد الطلب عندما ينقطع التيار في مناطق مجاورة. وأشار المعنيون إلى أنهم طالبوا السلطات، في أكثر من مناسبة، بضرورة حل هذا المشكل الذي بات يؤرقهم، ما دفع بعدد كبير منهم إلى هجر المهنة، خاصة أنهم يتفاجأون بفاتورات تتجاوز 10 ملايين يكونون خلالها قد تكبدوا خسائر معتبرة. وذكر مواطنون بأنهم لم يتمكنوا من اقتناء مادة الخبز، كون المخابز التي اعتادوا جلب هذه المادة منها، عملت بنسب ضعيفة، مقارنة بنشاطها في الأيام العادية، كونها تفتقر لمولدات كهربائية، ما جعل الكثير منهم يتنقلون بين مخبزة وأخرى، في ظل تشكل طوابير أمام بعض المحلات، في حين امتثل آخرون للأمر الواقع، وفضلوا صناعة الخبز التقليدي في البيوت لتجاوز الأزمة. يحدث هذا في الوقت الذي تسود مخاوف من تكرار سيناريو سنوات سابقة باستمرار الانقطاع خلال الصيف، خاصة أن شهر رمضان على الأبواب حيث يكثر الطلب على هذه المادة، ما قد يضع عددا كبيرا من الخبازين في مأزق.