إن دور التغذية في الصحة واللياقة البدنية والفكرية، ومقاومة الأمراض العدوية، ومكافحة التقدم المبكر في السن، حقيقة لا غبار عليها. لذا فإن الاعتناء بتغذية الجسم من الناحية النوعية والتوازن شرط ضروري. إن تحسين الوجبات الغذائية وتنوعها وتوازنها أمر ضروري للحفاظ على اللياقة والنشاط وصحة الجسم، وخاصة عندما يأتي فصل الشتاء ويحل البرد والمطر والرياح التي تقلل من مقاومة جسم الإنسان، وتزيد من انتشار المكروبات والأمراض العدوية، إذ تزيد الحاجة إلى التغذية الجيدة حتى يتمكن الشخص من تجنب الإصابات المتكررة بمختلف الأمراض، التي تزيد حدة في هذه الفترة كالزكام، والتهاب الرئة، والربو، والتهاب الجيوب أو الحنجرة... الخ. وينبغي أن تكون الوجبات متنوعة وتحتوي على مختلف أصناف الأغذية من خضر ولحوم وحبوب وحليب وفواكه... الخ دون إفراط ولا نقصان. ولقد انتبه الأطباء منذ القديم إلى مدى فوائد التغذية بالنسبة لصحة الإنسان، وتبين منذ ذلك العهد إلى يومنا هذا أن حسن اختيار المواد الغذائية وتوازن التغذية وتنويعها هو ما يضمن الصحة الجيدة، والشفاء من الأمراض بسرعة، وتفادي الإصابة بعدد منها. وأثبت الباحثون في القرن الماضي العلاقة المباشرة بين عدد من الأمراض الخطيرة وسوء التغذية، ومازالت هذه الأمراض سائدة مثل فقدان البصر بسبب افتقار الفيتامين A، أو البلاهة بسبب افتقار اليود، أو التهاب الأعصاب بسبب الافتقار الفيتامين ...الخ. كما تم التأكد في وقتنا الحالي أن أكثر أسباب الوفيات حاليا هي أمراض القلب والأوعية وأمراض السرطان، التي يعود سببها إلى سوء التغذية أولا، وكذلك باقي الأمراض الأخرى مثل السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الشحم في الدم.. الخ. والكثير يعاني من تصلب جدران الشرايين الذي يصيب أحيانا الإنسان، وهو في سن مبكر. ولقد تم توقيف هذا التصلب الشرياني بفضل تحسين تغذية هؤلاء المصابين. كما عانى عدد من سكان الصين من مرض قلبي قاتل بسبب نقص ملح السيلينيوم في تغذيتهم، وتحقق شفاء هؤلاء بمجرد إضافة هذا المعدن لتغذيتهم. إن دور التغذية في الصحة واللياقة البدنية والفكرية ومقاومة الأمراض العدوية ومكافحة التقدم المبكر في السن حقيقة لا غبار عليها، كما أن لممارسة الرياضة دورا مكملا وإيجابيا، ثم أيضا يجب الابتعاد عن بعض العادات السيئة التي غزت حياة الإنسان في وقتنا الحالي كالتدخين والخمر والمخدرات، وغيرها من السلوكات التي تدمر الإنسان ببطء، لكن بصفة أكيدة. إذن فالتنويع الغذائي ضروري لأن الغذاء الواحد لا يحتوي على كل المواد الضرورية من بروتينا وسكريات ودسم وأملاح وفيتامينات، وإن كل غذاء يكمل الآخر، لذا لا يمكن الاستغناء عن أي نوع من أنواع التغذية، لأن هذا سيؤدي سواء إلى نقصان في مادة ما أو بالعكس الإفراط فيها، وكلا الحالتين ضارتين، أي تضعف الجسم وتقلل من مقاومة الأمراض، وتسبب تكرار المرض وصعوبة الشفاء منه، ثم انحطاط الصحة وغيرها.