كشف المختصون في مجال الصحة، أمس، خلال يوم دراسي نظمته المديرية العامة للأمن الوطني حول "التغذية والأيض" بالمدرسة العليا للشرطة، أن النتائج الإيجابية المرجو تحقيقها من خلال الاستراتيجيات التي تطبقها السلطات العمومية منذ الاستقلال، للحد من الأمراض الناجمة عن سوء التغذية، تواجه عدة صعوبات في ظل التحولات الاقتصادية والديمغرافية التي تمر بها الجزائر· ويدعم هذا اليوم الدراسي الاهتمام بالجانب التكويني للأطباء العاملين في سلك الأمن الوطني، كما يسمح بطرح انشغالاتهم بخصوص القضايا الصحية، والإطلاع على آخر ماتوصلت إليه الأبحاث الطبية· وعلى صعيد آخر يهدف اللقاء الذي شهد حضور عدة أطباء مختصين، الى التأكيد على ضرورة ضمان التوازن الغذائي في وسط العاملين في سلك الأمن الوطني، وتحسين التكفل الصحي بهم· واعتبر الدكتور كلو، إطار بوزارة الصحة، أن تحسين البرنامج الغذائي أولوية للحفاظ على الصحة العامة، حيث عملت الجزائر منذ الاستقلال على تطبيق عدة برامج، للوقاية من أمراض سوء التغذية، سيما لدى شريحة الرضع والنساء الحوامل، إلا أن صعوبة الظروف الاجتماعية والاقتصادية في الوقت الراهن تحول دون القضاء على المشكل نهائيا· وأوضح الدكتور حامد جان، من خلال مداخلته، أن تجنب الأمراض ومشاكل الوزن أمر يتوقف على الإلتزام بنظام غذائي صحي، يغطي جميع احتياجات الجسم، ويأخذ بعين الاعتبار عوامل السن، الجنس، الطول وطبيعة النشاطات الممارسة· وأضاف أن كلا من البوليميا والسمنة يعكسان مشكل سوء التغذية الذي يؤثر على مقاومة الجسم للأمراض المتنقلة، ويؤدي الى اضطراب الوعي· من جهتها أكدت الدكتورة جميلة نذير، إطار بمديرية الوقاية التابعة لوزارة الصحة، أن الأمراض غير المتنقلة تعرف انتشاراً ملحوظاً في العالم، بحيث أن 80% من الأشخاص الذين يموتون بسبب الأمراض المزمنة، يعيشون في دول متوسطة أو ضعيفة الدخل· وفي الجزائر تقدر نسبة الأشخاص الذين يتوفون بسبب الأمراض المزمنة ب 58.2%· وحسب دراسة شملت 4136 شخصاً، أجرتها مديرية الوقاية التابعة لوزارة الصحة، بالتعاون مع مكتب المنظمة العالمية للصحة بالجزائر، سنة 2004، فإن سوء التغذية يأتي في مقدمة العوامل المسببة للأمراض غير المتنقلة، في حين يأتي عامل التدخين في المرتبة الثانية· من ناحية أخرى أبرز الدكتور علال مختص في الأمراض الباطنية أن التكفل الصحي بالمرضى يتطلب في الأساس اتباع نظام غذائي صحي، ومراقبة الوزن، واستهلاك السمك ثلاث مرات أسبوعيا، مع مراعاة القضاء على بعض العادات السيئة مثل التدخين وعدم ممارسة النشاطات البدنية· *