أكدت مصادر جزائرية نبأ مقتل عبد القهار بن حاج، المكنى ''معاوية''، نجل علي بن حاج، الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة. وأكد مسؤول حكومي جزائري، لوكالة ''فرانس برس''، أمس، مقتله ''برصاص قوات الأمن لدى توجهه مع انتحاريين آخرين إلى الجزائر العاصمة''. لفت مصدر جزائري أن عبد القهار المكنى ''معاوية'' (23 عاما) يكون قتل مساء الإثنين الماضي، وأكد أنه قتل ''الإثنين برصاص قوات الأمن لدى توجهه مع انتحاريين آخرين إلى الجزائر العاصمة''. وقال هذا المصدر الحكومي: ''الأمر مؤكد. إنه نجل علي بن حاج الذي قتل. ولقد حصل التعرف عبر الحمض النووي المأخوذ من جثة عبد القهار''. لكن مصدرا رفيعا قال ل''الخبر'' إن ''الانتحاريين الثلاثة قتلوا بسبب التفجير وليس الرصاص''. وتابع: ''ليس برصاص الجيش وإنما بسبب تفجير أحد الانتحاريين الثلاثة حزامه الناسف بعد رفض سائق المركبة التوقف عند حاجز أمني''. وشرحت السلطات، ليل أول أمس، في بيان بثه التلفزيون الرسمي في نشرة الثامنة، تفاصيل التفجير الذي وقع، الإثنين الماضي، بالثنية بولاية بومرداس. وقال البيان إن ''ثلاثة إرهابيين كانوا على متن سيارة مفخخة مملوءة بالمتفجرات وكانوا متوجهين نحو الجزائر العاصمة بغرض تنفيذ عملية انتحارية''، وأن ''مصالح الأمن تم إعلامها بالعملية من طرف عائلة أحد الإرهابيين''، وقررت ''بعدها قوات الجيش نصب حاجز أمني ثابت لمنع السيارة المفخخة من دخول الطريق الوطني المؤدي نحو العاصمة، وبعد وصول الإرهابيين الثلاثة إلى نقطة المراقبة، رفض السائق التوقف، وقرر الانتحاريون تفجير أنفسهم داخل مركبتهم''. وحسب التلفزيون ''فقد تمكنت مصالح الأمن من تحديد هوية واحد فقط من الإرهابيين الثلاثة، في حين أن الانتحاريين الآخرين لا تزال عملية تحديد هويتيهما مستمرة''. للتذكير، فإن عبد القهار بن حاج جند في صفوف ''القاعدة'' العام 2006 رفقة ثلاثة شبان آخرين، على يد شخص مسبوق في ''قضايا إرهاب'' أفرج عنه في مارس من العام 2006 في إطار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. و جرى نقل عبد القهار ''معاوية'' رفقة ثلاثة من العاصمة، إلى غاية بوغني في ولاية تيزي وزو، في رمضان نفس السنة. والثلاثة الآخرون هم شخص يدعى ''ش. مخلوف'' من جسر قسنطينة بالعاصمة، وهو من مواليد 1988، و''ب. زكريا'' من مواليد 1986 وينحدر من القبة بالعاصمة، و''س. عبد الحكيم'' من مواليد 1977 وينحدر من الحميز بالعاصمة. وقد احتفظ زعيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' بعبد القهار بن حاج ضمن محيطه المقرب داخل ما يعرف ب''النواة الصلبة''، وأشيع أنه تولى نيابة اللجنة الإعلامية للتنظيم التي باتت تصدر تحت مسمى ''مؤسسة الأندلس'' ويديرها صلاح أبو محمد. وحظي ''معاوية'' بمكانة خاصة في صفوف التنظيم الإرهابي، كونه نجل علي بن حاج، لما يمثله والده من رمزية في نظر التنظيم، من حيث رفضه مهادنة النظام الجزائري أو الانخراط في مساعي المصالحة، كما كان الحال مع قياديين سابقين في الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا).