الثقافة بعنابة دخلت غرفة الإنعاش تأسف مغني الراب لطفي دوبل كانون لإلغاء جولته الفنية بتونس من قبل الأمن التونسي، معربا عن تفاجئه الكبير ببقاء أوامر بن علي قائمة حتى بعد هروبه. وأكد في تصريح ل''الخبر'' أنه لن يعود مجددا إلى تونس، ما دام أذناب بن علي باقين هناك. أُلغيت جولتك الفنية المبرمجة في تونس، رغم تواجدك المسبق هناك، كيف تفسر ذلك؟ لم أتوقع أن يحدث معي ذلك، خاصة أنني ولوقت قريب كنت أتوقع أنني تنفست الصعداء بعد ذهاب زين العابدين بن علي. لكن مفاجأتي كانت كبيرة.. أدركت أن بن علي هرب ولكنه ترك أذياله وراءه، لم يعد موجودا في تونس جسديا، لكن أوامره مازالت موجودة، فرغم أن كل الظروف كانت مهيأة من أجل إحيائي السهرات المبرمجة هناك، ورغم اقتناء الشباب التونسي لتذاكر الحفلات، قلب الأمن التونسي الأمور رأسا على عقب.. أتأسف لذلك، ولن أعود إلى تونس مجددا إلا بعد رحيل أتباع بن علي. يطل لطفي كمنشط بعيدا عن الغناء، في ''ربّي يهدينا'' على قناة ''بور تي في''؟ برنامجي ليس ببعيد عن الأغاني التي أقدمها على الخشبة، فهو يحمل نفس الرسالة التي أسعى دوما وأبدا إلى تقديمها، غير أن الفرق يكمن في كونه دون جمهور ولا موسيقى وذا مواضيع تربوية. وكانت إطلالتي على المشاهد الجزائري عبر قناة المتوسط ''بور تي في''، بعد أن باءت محاولاتنا مع قناة القرآن الكريم بالفشل، حيث أعلمنا بأن برنامج الأخيرة مضبوط عن آخره قبل رمضان بأشهر. يعني أنك وجدت البديل لتقديم برنامجك؟ بالتأكيد، أتدرين بعد أن ظهرت قناة ''نسمة'' التونسية ودخلت بيوتنا، توجهت أنظار جل الجزائريين إليها، وانكشف العيب، وبدت ''اليتيمة'' ضعيفة جدا. والآن جاءت ''بور تي في'' في حلتها الجديدة، لتقتحم مجال السمعي البصري، وتجعل فضاء حرية التعبير أكثر رحابة للجالية الجزائرية خاصة والمغاربية بصفة عامة. برنامجك يومي؟ نعم، وفيه أتطرق للعديد من المواضيع التي تحاكي يوميات الفرد ومنها ''الكيل في الميزان''، ''النظافة''، ''العلاقات الأبوية المتدهورة''، ''الخامسة والشعوذة''، ''حالة المساجد المزرية'' وكذا ''سيدي فلان وعلان''، ''المرأة'' و''الفساد''. توجهت، مؤخرا، إلى أداء الأغنية الملتزمة وولجت ميدان الأناشيد، هل من تعليق؟ هذا صحيح، وكانت جمعية إسلامية بسويسرا قد دعتني، وأحييت لأول مرة حفلا للشباب هناك، وكان الهدف توعيتهم وانتشالهم بطريقة أو بأخرى من حياة الملاهي التائهين فيها، فديننا ليس دين تعصب. وكان الإقبال على الحفل كبيرا، كما أن منظم الحفل كان إمام مسجد، وهناك قمت بتجربة مزج ما بين أغنية الرّاب والنشيد، وهو ما كان مع أغنية ''يا الله''، وأسعى حاليا إلى تقديم أغنية ملتزمة. كثير من البلبلة أثيرت قبل جولتك الأخيرة، مفادها أن دوبل كانون غيّر اتجاهه الفني، وهو الذي عرف بانتقاده للسلطة وسياستها؟ لا أريد أن أبرر كل شيء سيئ في بلدنا بسوء تسيير أو خطأ في تقدير السلطة، فنحن أيضا مساهمون بطريقة أو بأخرى في كل ما يحدث اليوم معنا، نحن مشاركون في الفشل، وعلينا الكفّ عن مسح الأخير بوجه السلطة، وإلا ''لا يغير الله ما بقوم ما لم يغيروا ما بأنفسهم''. في المقابل، وجهت إليك انتقادات كثيرة مؤخرا في جولتك الصيفية، واتهمت بتحريض الشباب وتأليبهم؟ لم يكن هدفي إثارة الفوضى أو التحريض قط، بل سعيت إلى تمرير رسائل نبيلة للشباب الجزائري، فيها دعوة لهم بعدم السكوت عن حقهم وتركه يضيع. أردتهم أن يتعلموا كيفية استرداده، لكن دون فوضى ولا إضرام النار في أجسادهم، بعيدا عن العنف والشغب، وبما أننا بلد ديمقراطي علينا استغلال ذلك. شدّ انتباهنا غيابك عن إحياء حفلات بعنابة، ما مرد ذلك؟ الثقافة بعنابة دخلت غرفة الإنعاش، تكابد الأوجاع وتصارع المرض، بل هي في سكرات الموت. حال القطاع الثقافي في تراجع وتقهقر مستمر، وإذا استمر الحال على ما هو عليه فيمكن أن نتوقع الأسوأ. وكيف يقضي لطفي دوبل كانون رمضانه؟ أقضيه خارج الديار، وتحديدا بفرنسا رفقة زوجتي وابني نعيم، وأترك فيه الحفلات وإحياء السهرات وأتفرغ لقراءة القرآن والصلوات. فرمضان شهر العبادات، إضافة إلى متابعتي لمستجدات الحملات الخيرية عبر الأنترنت.